Quantcast
Channel: Arabi Blog on The Huffington Post
Viewing all 13463 articles
Browse latest View live

أمي أندلس الدنيا وفردوس الآخرة

$
0
0
لا كلمة تصف جمال أمي، فكل الحروف تنحني مهابةً أمامَ ذكرها.. تشكيلها صعب جداً، فالتردد يتملَّكني منذ فترة ليست بالقصيرة، هل لخوفي من عدم إنصافها، أم لأنه مضى وقت طويل لم أكتب فيه شيئاً تعبيراً عن إحساسي، أم لكمية التقصير التي سأُدلي بها...

طالما بحثت في مفهوم الرفيق، وطالما أبديت إعجابي بهذه الكلمة، فخامة الراء، قلقلة القاف، خضوع النقطتين واعتلاؤهما من جديد... أردت بكل جدية تجربة ذلك الشعور، شعور أن تمتلك رفيقاً ترتاح في حضرته، وتخضع له محبة فيه، وتعتلي معه سلم الحياة نحو القمة خطوة خطوة، يقاسمك مأسي الحياة وأفراحها، يأخذ بيدك ويربِّت على كتفك... بحثت عنه بين أرواح الأصدقاء، وحتى وراء الكلمات... كان موجوداً بجانبي دائماً، وكان قرار رحلة البحث ذلك خاطئاً!!

أنا فتاة في العشرينيات من عمري، أعمل ممرضة في قسم الجراحة، وأدرس في الجامعة تخصص حقوق، ومنفطرة القلب أيضاً... معظم وقتي بين العمل والتحضير للبحوث وتقديمها، الذهاب للجامعة والعودة للبيت، ولأن بنيتي ضعيفة جداً دائماً ما أصاب بتعب وإرهاق شديدين، حتى مخارج الحروف لدي تكون منهكة، وكالعادة تقابلني أمي بابتسامة وديعة، وتسألني (أين السلام؟).. أنتِ السلام يا أمي.. تتركني لوسادتي كثيراً علَّها تمتص بعضَ ذلك التعب، تنظف البيت، ترتب أشيائي وتعد لي الطعام.. بمجرد استيقاظي تحضره وتحاول ملاطفتي، وأبدأ بسرد تفاصيل اليوم، بدءاً من مشاكل العمل إلى الدراسة، وهي تنصت بعين تبرق، وقلب يخفق، وروح تتوجع... كنت ألمح تعاطفها من تقوّس حاجبيها وعينيها في كل موقف مؤلم، فتأخذ من غضبي وتعطيني من صبرها، وتأخذ من ضعفي وتعطيني من قوتها... لا أدري كم مرة ابتعت البؤس من هذه الحياة، لكني أذكر جيداً أن أمي كانت تدفع الثمن رغم أنه بضاعة فاسدة.

تستمر أمي بالقيام بكل أشغال البيت، وهي صاحبة 53 عاماً، رغم مرضها المزمن، ورغم ارتياحي لبعض الوقت، لم تعترض يوماً على تقصيري، ولأن الله يحب السعي وضع لي في بداية طريقي من يقدر سعيي، فكانت وما زالت تُقدِّر ما أقوم به من عمل ودراسة، وما أحمل من شغف وطموح... فاختارت أن تتحمل مسؤولية البيت كاملة، بل حتى إنها تتحمل مسؤوليتي، فأنا لم يعد لدي الوقت حتى لأهتم بنفسي، فتختار ملابسي وتمشط شعري وتهتم بالهالات السوداء الموجودة أسفل عينيَّ، وتعالج شحوب وجهي.

هذه العظيمة حملتني تسعة أشهر في رحمها، وما زالت تحملني في قلبها وبعينيها وفكرها، أطعمتني حليبها، وما زالت تطعمني حباً وحناناً ورفقاً، وتُقابل تقصيراً دائماً.

تصحبني يومياً بدعواتها من باب الغرفة إلى باب البيت، تألم لألمي ومرضي، وحين يأتي موعد الامتحانات تقاسمني كل لحظة تعب، توقظني مبكراً، وتحضر القهوة، وتربط على قلبي، وتُهدِّئ من روعي... وتنجح كل مرة في جعلي فتاة تثق في معجزات الله وعطائه، وفي قدرتها على مواصلة المسيرة.

لا أدري ما الذي جعلني أكتب هذا، غير أن الذي لا تعلمه أمي أن كل ليلة أضع فيها رأسي على الوسادة أملأها دمعاً، خوفاً من فقدها، خوفاً من مجابهة الحياة من دونها... أمي أنتِ ركني المتين، وفقدك يبطل الحياة، أنتِ سندي القوي أيتها الحسناء قلباً وقالباً، أنتِ الجمال، والنظر في عينيك عبادة، والعيش تحت فضلك تبرك... فاغفري تقصيري، أمي الرفيق الحق، وأمك هي الرفيق الحق، فاستمتع بأنْدَلُسِكَ قبل أن تفقدها في الدنيا، وحافظ على فِردَوْسِك حتى لا تفقدها في الآخرة.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

ما الفرق بين الزوجة المصرية والزوجة الأجنبية؟

$
0
0
ملحوظة: التدوينة بالعامية المصرية


بما أن موضوع المقارنة بين الزوجة المصرية والزوجة الأجنبية اتفتح يبقى خلينا نتكلم فيه بشكل أعمق شوية وبدون تحيز لطرف عن الآخر.

أولاً تعميم إن الزوجة المصرية أسوأ زوجة، والزوجة الأجنبية أفضل أو السورية، ده تعميم ليس صحيحاً إطلاقاً، ومحتاج شيء من التفصيل:


الزوجة الأجنبية:

مش أي زوجة أجنبية أصلاً تنفع مع الزوج المصري، يعني ماجيش أقول أنا هتجوز أجنبية، وبكده هكون ظبطت نفسي... لا يا سيدي بص، والكلام على المعظم وليس التعميم، ولكل قاعدة شواذ ده مش قرآن.

أنت كمصري ما ينفعش معاك الزوجة الأميركية والكندية والألمانية وأي دول أوروبية ممكن نستثنى كوسوفو إلى حد ما لأن بناتهم أغلبهم بيقدسوا البيت والزوج والأسرة وطبعاً الأوروبيات من أصول عربية خصوصاً الشوام والفلسطينيين.

لو تزوجت أجنبية هتكون مبسوط في الأول بالشكل والجمال، لكن مش هتقدر تستحمل اختلاف الطباع والعادات والثقافة وبرودهم في التعامل طبعاً (باردين جداً هينقطوك).
وأكتر حاجة بقى إنها هتعاملك زيك زيها بالظبط في البيت وفي كل حاجة، مفيش حاجة اسمها انت الراجل وهي الست، لا يا حبيبي انسى وده انت مش هتتقبله، وبعد شوية مع الصدامات دي وهتكون اعتدت الجمال هتكره نفسك وهتطلقها، ومصيبة لو معاك منها ولاد دي قصة تانية!
- أفضل زوجة مناسبة إلى حد كبير كأجنبية هم بنات الاتحاد السوفييتي روسيا وما حواليها من الشيشان والقوقاز وأوزباكستان وأوكرانيا بيقدروا الزوج ومناسبين لطباعنا وتقاليدنا إلى حد كبير كمصريين.


الزوجة العربية:

أفضل زوجة عربية للزوج المصري بالطبع الشوام، لكن التعميم المطلق ليس صحيحاً، يعني لو قلنا سوريا مش كل السوريات هيبقوا أفضل زوجة فيه بعض المناطق في سوريا (ومش لازم أذكرها) بيكون أسلوبهم إلى حد كبير عنيف وجاف مش هتقدر تستحمله يا عم الرومانسي.

الزوجة المغربية والتونسية الملتزمات منهم زوجة مثالية.

بعد الكلام اللي فات ده بقى تعالى نقارن بين الزوجة الأجنبية والعربية (اللي قلنا عليهم فوق ينفعوك) والمصرية لو قدامك التلاتة وعايز تختار تعالى أقول لك المميزات والعيوب اللي ممكن تلاقيها، وزي ما قلت دي صفات الأغلبية في كل منهم يعني فيه ناس ما ينطبقش عليهم كلامي:


قبل الزواج:

١- الزوجة الأجنبية:

- مفيش أي عوائق مادية ممكن تقف قدامك إطلاقاً من حيث المهر والشبكة والتجهيزات اللي تقدر عليه وده هديتك ليها، وشقتك اللي هتعيش انت وهي فيها وطبعاً مفيش أبوها هيعاملك بقلة ذوق ولا أمها هتطلع بظابيظك!!

ولا هي هطلع روحك في اختيار لون غرفة النوم ولا تخليكي تشتري نص معارض الموبيليا والمفروشات اللي في مصر!

لكن لو عملت معاها موقف أو اتنين معجبهاش أو قليت معاها ممكن ما تعرفكش في لحظة ومش هتعرف تراضيها ولو عرفت لو اتكرر حاجة تاني انسى يا معلم.

٢- الزوجة العربية:

- الشوام بيطلبوا في الأغلب مهر كبير جداً وشبكة لكن انت اللي بتجهز شقتك وبيتك على قدر مقدرتك وحماتك بتكون سكرة ولذيذة والبنت ملهاش طلبات كتير في الشقة.

٣- الزوجة المصرية:

المهر والشبكة والتجهيزات والعفش غالي جداً، لكن الأهل همّا اللي بيتحكموا في موضوع المهر والشبكة ده، وبيطلعوا عين الزوج؛ لأنها لازم تجيب شبكة أكتر من بنت خالتها، ومهرها أكتر من بنت عمها، لكن فيه بنات مصريات كتير ذوات دين وخلق ما يفرقش معاهم المهر والشبكة، وعايزين يكون ليهم زوج مؤدب متدين أهم لكن تحكمات الأهل تغلب على الموضوع، فبلاش نظلم البنت نفسها بسبب الموضوع ده.

والبنت المصرية تعرف تراضيها بسهولة وتضحك عليها بكلمتين مهما طيّنت الدنيا غير الأجنبية...
موضوع جمال الشكل في التلاتة هو موضوع نسبي وبيختلف من شخص لآخر وعيب بصراحة نتكلم فيه.

بعد الزواج:

١- الزوجة الأجنبية:

المميزات:

- بتنام بدري وتصحى بدري وتهتم بانتظام بترتيب ونظافة البيت بدون ما تطلب شغالة تساعدها.
- ما بتضيعش وقتها إطلاقاً على الفيسبوك ولا الإنترنت ووقتها دايماً محسوب ومنظم وبتحاول تستغله في حاجات مفيدة وتطور من نفسها.
- الأكل بمواعيد وغالباً صحي.
- بتهتم بجسمها وشكلها والرياضة يومياً، وتهتم جداً إن جسمها ما يزيدش بعد الزواج والإنجاب، اوزنها قبل الجواز وبعد الطفل التالت هتلاقيها زايدة ٣ جرام أيوة ٣ جرام مش كيلوجرام.
- قنوعة ومالهاش في هوس الشوبينج على الفاضي والمليان.
- لا يمكن حد يعرف تفاصيل حياتكم أبداً ولا أي حاجة حصلت بينكم.

العيوب:

- اختلاف الثقافة والعادات والتقاليد في بداية الزواج بيعمل تصادم حضاري عنيف جداً ممكن يؤدي للطلاق لو ما اتعاملتش مع الموضوع ده بحكمة كبيرة.
- غالباً مش هتكون اجتماعية بالقدر اللي انت بتحلم بيه حتى مع أقاربك وطبعاً مش هتسد في العزومات.
- مش هتعرف تعمل لك الأكل اللي يمخمخك فهتحتاج مساعدة خارجية من والدتك دايماً الأكل كله سوتيه!

- مش هتمخخ والدتك في تعاملها معاها ولا علاقتها وبالتحديد في سلامها عليها (مش هتبوسها ١٣ بوسة!) فوالدتك هطلعوا عليك.
- اختلاف اللغة ممكن يكون عائق في توصيل بعض الأحاسيس والمشاعر في مكانها الطبيعي.
- مش هتلاقي التعامل بالعاطفة زينا في كل المواقف في بعض المواقف هتلاقيها جامدة وعنيفة.
- لما هتتخانق معاها هتكون عنيفة جداً معاك لكن صوتها مش هيعلى أبداً.
- بعض الأوقات هتحس إنها ند ليك وده بيكون تأثر نشأتها وثقافتها.
- بتضطر تتنازل عن حاجات من عاداتك وتقاليدك علشان تمشي الدنيا.
- مفيش حد تعرف تتكلم معاه لو غلطت (مالهاش كبير يعني) لازم تحل أمورك معاها هي مهما كانت هي إيه.

٢- الزوجة العربية:

المميزات:

- البيت دايماً نضيف وجميل وبسيط.
- الأكل طبعاً رائع وفظيع وطريقة تقديمه روعة وهتشرفك في العزومات.
- صوتها واطي وبتحترم الزوج جداً.
- بتهتم بشكلها ونفسها لزوجها.
- علاقتها بأهلك هتكون كويسة وأهلك هيحبوها وهتظبط والدتك.
- الاختلاف الثقافي أقل بكتير من الأجنبية.
- لما هتتخانقوا مش هتعلي صوتها ومش هتكون عنيفة.
العيوب:
- بعض اختلافات العادات والتقاليد هتكون عائق في البداية.
- غيورين جداً.
- دمهم مش خفيف.
- مدمنين إنترنت ومواقع تواصل اجتماعي.
- موضوع زيادة وزنهم بعد الجواز بتختلف على حسب من أي بلد ومش بنفس نسبة المصريات ولا عدد الكيلوجرامات.

٣- الزوجة المصرية:

المميزات:
- مفيش أي اختلاف ثقافي أو عادات، بنت بلدك بقى.
- هتستحمل عاداتك وتقاليدك اللي غيرها مش هيتحملها.
- الملتزمات منهم وولاد الأصول هيريحوك وكتير منهم لو بيراعوا ربنا هيرضوك جداً.
- اللي اتعلمت الطبيخ منهم قبل الجواز هتظبطك وطبعاً مش هتتوصى في العزومات.
- مش هتلومك لو ما ساعدتهاش في أي حاجة في البيت عكس الأجنبية لازم هيكون ليك دور وهتساعد غصب عنك.
- ليها أب أو أخ ترجع له لو غلطت ويراجعها.

العيوب:

- بتسهر للفجر وتنام للعصر.
- بتتخن من ٣٠ إلى ٤٠ كيلو بعد الجواز والحمل.
- بتقعد على الفيسبوك والواتساب ٧٠٪ من وقت صحيانها والباقي بتتكلم فيه في التليفون.
- لو اتخانقت معاها نص سكان مصر هيسمعوا وصحباتها في جروبات الفيسبوك والواتساب هيعرفوا التفاصيل كلها اللي حصلت غير الصبح لما مامتها تصحى.
- لازم تجيب لها حد يساعدها في تنضيف البيت أو تستحمل بقى الكركبة.
- الرياضة الوحيدة اللي بتعملها هي الكلام والكتابة على الواتساب.
- الأغلبية العظمى زنانة ونكدية (إلا من رحم ربي).
- أمها بتكون عندها تفاصيلك وتفاصيل البيت وكأنها حاطة كاميرات مراقبة وربنا.

بعد الإنجاب:

١- الزوجة الأجنبية:

المميزات:

- هتلاقي زي ما كانت وانت خاطبها.
- بتتفنن في اهتمامها وتنمية قدرات أولادها واهتمامها الذهني والنفسي بيهم.
- منظمة جداً في تربية أولادها والولاد هيطلعوا منظمين ومرتبين جداً وحياتهم ماشية بنظام.
- ولادك أكلهم صحي وحياتهم صحية والرياضة جزء من حياتهم هيطلعوا متعودين على كده.
- غالباً بتقوم هي بدور المدرس الخصوصي.
- مفيش كارتون إلا في وقت محدد أسبوعياً وباقي الألعاب معظمها لتنمية الذكاء.

العيوب:

- بتتعامل مع أطفالها بطريقة غريبة في بعض المواقف اللي ممكن انت ترتكب جناية فيها، يعني ممكن ابنك يطلع على الكنبة فتسيبه يقع ويتعور علشان يتعلم إن ده غلط.
- لما بتقفل دماغها مع الولاد بتكون رخمة جداً وانت بطبعك حنين على الولاد.
- لو حصل أي مشكلة كبيرة بينكم لا قدر الله معرض إنها تاخد ولادك وتسافر وما تشوفهمش تاني.

٢- الزوجة العربية:

المميزات:

- بتربي ولادها كويس جداً والأولاد مؤدبين ولبقين جداً.
- بتهتم بنضافتهم جداً ودايماً ريحتهم حلوة.
- حياة الأولاد مرتبة ومنظمة ونومهم وصحيانهم بمواعيد.
- بتهتم بأكلهم ويكون صحي ومفيد.

العيوب:

- بتسيب الأولاد يتفرجوا على طيور الجنة.
- الأولاد بيتفرجوا على كارتون زيادة عن اللزوم.
- بتنشغل بعض الأوقات عن الأولاد بالإنترنت.

٣- الزوجة المصرية:

المميزات:

- بتكون حنينة جداً على الولاد.
- وبتهتم إنهم ياكلوا كويس.
- فيه كتير منهم بيتعب في توصيلهم المدرسة ومجايبهم وكمان التمارين والدروس.
- مهما كانت مشاكلكم آخرها هتسيب البيت وتروح عند بيت والدها وممكن الأمور تتظبط.

العيوب:

- علشان تخلص من زن الولاد بتشغل لهم كارتون.
- علشان تعرف تركز في الفيسبوك والواتساب بتشغل لهم كارتون.
- علشان تعرف تكلم سوزي وميما وديدا في التليفون بتشغل لهم كارتون.
- مواعيد نومهم وأكلهم مش منتظمة ولا متظبطة، وغالباً بيسهروا معاها وبيتأخروا على المدرسة أو بيروحوا يكملوا نوم هناك.
- الرياضة والتمرين دول في الغالب علشان مي صاحبتها اشتركت لولادها فيهم.
- هدور على أغلى مدرسة وعايزاك تدخل فيها أولادك علشان تتفشخر بيها على سوزي بنت عمها.

عند الطلاق لا قدر الله:

١- الزوجة الأجنبية:

المميزات:

- الأمور هتنتهي بهدوء وعلاقتكم هتبقى كويسة جداً، وهتتكلموا عادي وهتشوف أولادك وتقابلهم وكمان ممكن تخرجوا كلكم سوا وهي معاكم وهتعاملك باحترام جداً وعمرها ما هتشتم فيك قدام أولادك.

العيوب:

- إنها ممكن تاخد أولادك وتسافر بلادها وما تشوفش ولادك تاني.

٢- الزوجة العربية:

المميزات:

- غالباً الأمور بردو بتنتهي بهدوء وبدون محاكم ومش بتحرمك تشوف أولادك.

العيوب:

- ممكن تاخد أولادك وتسافر بردو.

٣- الزوجة المصرية:

المميزات:

- إنها مش هتاخد أولادك وهتسافر.

العيوب:

- إنها هترفع عليك قواضي بعدد شعر راسك وبعدد صفحات كتاب قانون الأسرة اللي اتعمل في مصر.
- هتشتم فيك قدام أولادك وهتكرهم فيك وهتخلي تعاملهم معاك علشان الفلوس وبس.
- عمر ما هيكون فيه بينكم علاقة كويسة في الأغلب إلا نادراً جداً.
- هتشوف ولادك بمزاجها هي وغالباً هتطلع عينك وتكرهك في نفسك علشان تشوف ولادك.

طبعاً كل الكلام اللي اتقال ده مش ملزم ومش قاعدة. لكن بنتكلم على الأغلبية والمنتشر.

الخلاصة مش لازم إنك تتجوز أجنبية هتكون سعيد ومبسوط وأسعد راجل في الدنيا، ومش لازم لو تزوجت مصرية هتكون حياتك نكد، كل زوجة ليها مميزاتها وعيوبها، وانت اللي بتختار وتحدد ده على حسب تقبلك لإيه ورفضك لإيه.

فيه رجالة لو اتجوزت 30 أجنبية هيفضل معاهم ومالوش غير المصرية، وفيه رجالة العكس ما بتنفعش معاه غير الأجنبية.

تاني بقول أكيد فيه بنات مختلفة عن اللي قلته ده، لكن دول النسبة الأقل، وأنا بتكلم على النسبة الأكثر.

وما تنساش القاعدة: "فاظفر بذات الدين تربت يداك".



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

حكاية صورة

$
0
0
2017-05-18-1495087346-6278372-OldfamilyPic.jpg

لأبدأ من هنا.. من هذه الصورة

أخذت هذه الصورة عام 1973، بعد شهر من عودتنا من تركيا.. وُلدت هناك، وهناك حقق أبي الجزء الأول من حلم طالما راوده وهو التخرج في كلية الهندسة من جامعة الشرق الأوسط في أنقرة.

اقترانه بأمي كان دافعاً حاسماً لكسر كل الأعذار والتسويف.
تراه هنا مفعماً بالحيوية والثقة والحلم.. قد حصل على وظيفته الأولى كمهندس مدني في مدينة الخرج القريبة من الرياض.

أمي أيضاً تشعر بالنجاح، فقد تزوجت وأنجبت من الرجل الذي اختاره قلبها بعد أن خطبت ثلاث أو أربع مرات دون أن يكون لها أي خيار، كانت خطبتها وفقاً لتقليد يعرف بالتبادل؛ حيث يزوج الرجل ابنته أو أخته لعائلة مقابل زواجه أو زواج ابنه من إحدى فتيات عائلة العريس.

أمي ظفرت بالحب بعد أن قررت أن تسعى وراء حلمها وهو التعليم، لم يكن التعليم حقاً معطى للفتاة في ذلك الوقت.. تركت أهلها وفرّت من خطبتها الأخيرة بمعاونة أخيها (خالي فتحي خلف)، الذي التقط لنا هذه الصورة في منزله المتميز في مدينة الرياض.

اشترطت عليه أمي أن تخرج معه مقابل أن تتعلم، كان تعليمها قد توقف عند المرحلة الابتدائية، أمي الآن حاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية!

أبي ظفر بالتعليم بعد أن وجد الحب! أو لعل ولع والدتي بالتعليم دفعه للحصول على شهادة البكالوريوس في الهندسة من جامعة كجامعة الشرق الأوسط في أنقرة، لينال إعجابها.

كما ترى من الصورة فكلاهما متمرد؛ فأمي لا ترتدي غطاء الرأس التقليدي، شعرها قصير، وترتدي بنطالاً وليس تنورة، أمي اختارت أن ترتدي غطاء الرأس بعد ذلك، وأن يقبل أبي هذا لزوجته أيضاً ثورة على المتوقع من الرجل في المجتمع العربي والمسلم.

كلاهما يمتلك حساً فنياً، انظر إلى الألوان والتصاميم، أبي مولع بالأناقة والملابس المتميزة، تم شراء ملابسهما من لبنان قبل وصولهما للرياض.

جدي وجدتي كانا في زيارة لأداء فريضة الحج والاحتفال بنجاح ابنهما! أذكر القليل من زيارة الحج تلك السنة، أذكر أن والدي وضعني على كتفه بينما كان يؤدي الطواف.

جدي كان فلاحاً مثابراً يعشق بيارته، ويحاكي حبات البرتقال التي يرعاها كأنها قطعة منه، جدتي كانت توصف لي بالحكمة والميل للسلام، أذكر بيتهما المبني على طراز يعود لعهد قديم.. أحبه.

جدي كان يلعب معنا ويضع أخي عنان (تراه في هذه الصورة) بين كفَّيه ويتحداه أن يخرج من قبضته! كان يقول: "حنان وأسامة (ابن عمي محمد) روح الروح.. والباقي بيطلع الروح..".

التأمل في هذه الصورة أخذني لسؤال: يا ترى كيف شعرت أمي عندما فرضت عليها كل تلك الخِطبات؟




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

14 علامة للعلاقة الصحية

$
0
0
نسعى في حياتنا إلى تكوين علاقات كثيرة ما بين صداقات وعلاقات عاطفية وزملاء عمل، فالحياة تدور حول علاقاتنا بداية من حارس البناية إلى شريك الحياة.


ولإقامة علاقات أفضل نسعى دومًا إلى أن تكون العلاقة متكافئة أو مفيدة لكلا الطرفين وغير مؤذية على أي نحو. وإليك بعض العلامات التي تخبرك إلى أي درجة علاقتك بشريكك صحية وسليمة.


1. خالية من الأذى

العلاقة الصحية السليمة خالية من الأذى تمامًا لا يوجد بها أي أذى من أي طرف للآخر، ولا مكان فيها للعقاب أو للتسلط أو التحكم، ولذلك فأول علامات العلاقة الصحية هو خلوها من الأذى بأشكاله وأنواعه المختلفة (البدني، الجنسي، اللفظي، النفسي، العاطفي ...إلخ).

2. ندية

في العلاقات الصحية هناك ندية بين أطرافها، ليست كما يتبادر لذهن الكثير عن كلمة "ندية" أنها "ضدية" ولكن معنى ندية أن الطرفين فيها متكافئين ليس لأحدهما سلطة على الآخر، هي علاقة تعاونية تشاورية لا تحكم لأحدهما بشكل أكبر من الآخر فيها.

3. الحدود واضحة

في العلاقات الصحية الحدود بين الطرفين واضحة، حدود الحرية الشخصية وحدود المسموح والمرفوض لكل طرف منهما واضحة ويدافع عنها بشكل واضح ويقبلها الطرف الآخر حتى وإن لم يقتنع بها بشكل كامل لكنه يتفهمها تمامًا ويتقبلها كما هي.

4. العطاء والأخذ

في العلاقات بشكل عام هناك طرف يعطي فالآخر يأخذ، وعليه فالعلاقات الصحية تتسم بأن الطرفين يقوما بالعطاء لبعضهما البعض، فليس من الصحي في العلاقات أن يقوم طرف واحد بالعطاء أغلب الوقت والطرف الثاني يقوم بالأخذ وكأنه قانون، وتحصيل حاصل دون حساب أو شكر أو عرفان أو عطاء من الطرف الآخر. الأمر ليس بطريقة الحساب ولا يقوم أحدهما بحساب عطاؤه للآخر لكن إن شعر أحدهم في العلاقة أنه دومًا مضحيًا وأن عليه التضحية من أجل استمرار العلاقة، فهنا تصبح العلاقة جائرة على حقوقه بشكل ما في الأغلب وعليه النظر إليها بشكل أكبر لمعرفة مكان الخلل وعليه الطلب من الطرف الآخر أن يقوم بدوره بالعطاء في العلاقة لتكون متكافئة ومتوازنة ومتبادلة.

5. الحوار

في العلاقة الصحية لا حدود للحوار، فيمكن لكما الحديث عن أي شيء ولا مجال تقريبًا للتخمين أو للتوقعات، فالحوار يقطع كل التوقعات والتخمينات، والحوار يعطي فرصة للطلب والقبول والرفض بشكل واضح؛ بالتالي يميز ذلك العلاقة الصحية بالوضوح وبالتالي خلوها من أي ضغوط نفسية تصاحب التخمينات والأفكار والتخرصات بأي شيء يخص العلاقة، فكل شيء محل نقاش وجدال بين طرفي العلاقة الصحية.

6. خالية من الأحكام

وكما في النقطة السابقة على العلاقة الصحية أن تتميز بالحوار، فالعلاقة لتصبح صحية وذات حوار بناء ومفيد فيها، فالحوار يجب أن يخلو من أي أحكام على أي من الأطراف، الأحكام هنا بمعناه الأحكام المطلقة بدافع المواقف القائمة (مثال: أنت دومًا لا تفهمني، أنت غبي، أنت لا تساعدني أبدًا، أنت دائمًا مهمل). ولأنها خالية من الأحكام فهي مساحة آمنة لأي حديث عن أي شيء يشغل أي من طرفيها، سواء كان ما يقلقه، أو يفكر به أو ما يريده، فكل طرف فيها يعرف تمامًا أنه لن يتم الحكم عليه مهما كان ما يقوله، وأن الطرف الآخر سيتفهم مشاعره ويسمح له بالحديث دون أن يحكم على حديثه أو يستبقه بالاستنتاجات أو يقاطعه.

7. خالية من التهديد

قد تخلو أي علاقة من الأذى، ولكن العلاقة التي تتصف بأن بها تهديد بالعنف بأي شكل من الأشكال، تتسم أيضًا بالعنف، فالتهديد بأي من أنواع العنف أو الحرمان في ذاته عنف. وبالتالي فالعلاقة الصحية خالية من أي تهديد صريح أو مبطن، لذلك لا يمكن أن تصف أي علاقة بأنها علاقة صحية إلا إذا كانت علاقة آمنة تمامًا للطرفين، يمكن لهما أن يطمئنا لبعضهما البعض.

8. لا تشعر بأنها عبء

أي علاقة في الحياة مسؤولية ولتنجح أي علاقة يجب أن يبذل كل من طرفيها مجهودًا لتنجح، ولكن العلاقة في ذاتها ووجود الطرف الآخر لا يمثل بأي شكل من الأشكال عبئًا للطرف الأول. فإن شعر أحدهما أن العلاقة عبئًا عليه بأي شكل من الأشكال (بعيدًا عن أعباء الحياة اليومية العادية) فهناك شيء ما يحتاجا أن يناقشاه، وقد يؤشر ذلك إلى أن العلاقة ليست صحية تمامًا في الأغلب.

9. ثقة بعيون مفتوحة

في العلاقة شديدة القرب مثل الحب والارتباط بجميع أشكاله، نضع ثقتنا في الطرف الآخر، ولكن تتسم العلاقة الصحية أن الثقة ليست عمياء، في العلاقة الصحية يثق الطرفين في بعضهما البعض، فيدعا مجالًا للأسئلة الواضحة فيما يريدا أن يفهماه وما الذي يريدا معرفته بشكل واضح دون مواربة أو مراوغة. وبالتأكيد لا مجال للشك أو التشكيك ففي مساحة ثقة وصراحة وحوار (كما أسلفت الذكر في نقطة سابقة)، تتسم العلاقة الصحية بالثقة، وبالتالي لن يحتاج أيهما إلى أي أدلة على استحقاق الثقة أو مراقبة.

10. مليئة بالشكر والعرفان والامتنان

في العلاقة الصحية، يمتن كل طرف فيها للآخر على ما يبذله في العلاقة مهما كان بسيطًا ويعد ذلك من أهم مقومات العلاقة الصحية، فتقدير الطرف الآخر يعطيه شعورًا بأن كل ما يفعله مهما كان قليلًا له تأثير كبير على الطرف الآخر ويسعده. فالعلاقات الخالية من الشكر والعرفان والامتنان للطرف الآخر يشعر الطرف الذي يعطي بأنه يحتاج لأن يعطي أكثر لعل الطرف الآخر يشعر بعطائه ويشعر الطرف الذي يأخذ بأن ما يأخذه حق مكتسب ولا يتذكر من الأساس شكر المعطي عليه.

11. أنت في أفضل حالاتك

العلاقة الصحية تضيف لأطرافها أكثر، فالعلاقات الصحية تعطي مشاعر بالرضا والسعادة طويلة الأمد مما ينتج عنه استقرار عاطفي لمدد طويلة، فيعطي أطرافها دفعة من الاطمئنان والشعور بالرفقة وأن هناك من يهتم لأمره، وبالتالي يمكنه أن يركز أكثر في مشكلات ومجالات الحياة الأخري التي تتسم بعدم استقرار، فمهما واجه من المشكلات الخارجية ففي النهاية لا توجد مشكلات بالداخل لشعوره بالرضا العاطفي والنفسي في العلاقة الأهم في حياته، علاقته بشريك حياته.

12. حقوقك مصانة

في العلاقة الصحية مهما كانت هناك مشاكل بين طرفيها، فالعلاقة تحافظ على حقوقكما بكل أشكالها، فلا تشعر بأي شكل من الأشكال بأن حقوقك منتهكة في العلاقة الصحية. وإن شعرت بذلك تسمحلك مساحة الحوار واحترام الحدود بأن تناقشا الأمر وأن تصلا إلى حل فيه. فالعلاقة الصحية تقوم بكافة الأشكال على الاحترام والرضا وليس من صفاتها بأي صورة ظلم لطرف من أطرافها.

13. ذات علاقة جنسية متفاهمة

قد لا يحصل الطرفين في العلاقة الصحية على العلاقة الجنسية الأفضل على الإطلاق، لكن يمكن للعلاقة الصحية أن تضمن لهما علاقة جنسية تحترم جسديهما على نحو كبير، وبشكل كبير العلاقات المرضية والصحية عاطفيًا تؤدي إلى علاقات جنسية رائعة لوجود علاقة قوية ومتفاهمة خارج غرفة النوم، وبالتالي ذلك يؤثر بشكل كبير على العلاقة الجنسية بين طرفيها. وحين نقول متفاهمة، معناه أن قد تكون هناك رغبات لأي طرف من الطرفين ولكنها لا تتم في العلاقة الجنسية بغير رضا الطرفين، ولا مكان للإجبار أو الإهانة في العلاقة الجنسية، هي في النهاية علاقة تراضي ورضا.

14. ليست بالضرورة مستمرة

وهذا قد يبدو الأمرغريبًا بعض الشيء، فالعلاقة الصحية ليست بالضرورة مستمرة، وفي العلاقة الصحية يفهم كل طرف منهما أن العلاقة لها هدف، وأن الهدف ليس استمرارها بالرغم من كل شيء، وإنما استمرارها على النحو السليم الصحي للطرفين دون أن تجور على أي من حقوق الطرفين. فقد تستمر أي علاقة ولكنها لا تستمر على النحو الموجود في النقاط السابقة، وليس هذا دليل على صحتها بأي شكل، وقد تنتهي العلاقة الصحية على كل ما فيها من الصفات السابقة، وهذا لا يجعلها فاشلة بأي شكل أيضًا. فالعلاقات الصحية هدفها أن تدعم أطرافها ويشعرا بالسعادة فيها، تضيف لهم وتحقق لهم الاستقرار النفسي والعاطفي والجنسي.

- تم نشر هذه التدوينة في موقع مصر العربية

ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

الصداقة بين الرجل والمرأة.. لماذا تستمر بالغرب وتفشل لدينا؟

$
0
0
ملحوظة: التدوينة بالعامية المصرية


جالي شوية أسئلة على ask كلها بتسأل على نفس الموضوع وبقوة.. "صداقة الراجل والست/ الشاب والفتاة"، الموضوع قُتِل بحثاً ودراسةً وتمحيصاً.

بس هحاول أقول وجهة نظري اللي مش هتعجب ناس كتير وهحاول برضو أقول مش هتعجبهم ليه..
ما هو تعريف كلمة "صداقة" لا مؤاخذة؟

التعريف اللي في دماغي إنها علاقة صحبة قايمة على محبة بالمعروف وصدق وإخلاص بين طرفين.

علاقة ممكن يكون فيها أسرار واعتماد وطلب دعم وسلف فلوس ومواقف اجتماعية نقف فيها جنب بعض، ونسد مكان بعض، ونتشارك أفكار أو خروجات، أو نطلب مساعدة في أي وقت بأي صورة من أصدقائنا..
أنا كـ"محمد" يعني بعمل مع أصدقائي - القليلين جداً - كده.. وهمّا كمان معايا نفس الشيء.

لو هقول رأيي بناء على التعريف اللي فوق ده، هبدأه بسؤال منطقي:
ينفع يكون فيه راجل وست بهذا المستوى من القرب؟
يعني مثلاً - وفي ظروف معينة - ممكن علاقة الراجل والست تبقى زمالة أو عمل أو قرابة من غير صحبة أو قُرب بالمعنى الموجود في الصداقة اللي في التعريف اللي فوق.. ودي بتكون علاقة ليها حدود واضحة وصريحة كلنا عارفينها.

(كالعادة مش هتكلم عن الناحية الدينية عشان ما يطلعش واحد لمض يقول لي انت مش رجل دين - وكأن الدين صار حكراً على خريجي الأزهر فقط! ما علينا).


لكن متهيأ لي يعني، ما ينفعش راجل يشارك "صديقته" أسراره وهي تشاركه أسرارها ويخرجوا مع بعض ويسافروا مع بعض ويزوروا بعض في البيت ويستلفوا من بعض فلوس ويكوّنوا دعم معنوي لبعض في أي وقت وبأي صورة ويتدخلوا في مشاكل بعض العائلية و.. و... و.. من متطلبات الصحبة اللي من ضمن تعريف الصداقة من وجهة نظري.

ومتهيأ لي برضو أي زوج "طبيعي" أو أب أو أخ مش هيرضوا بهذا النوع من القرب والصحبة بين زوجاتهم أو بناتهم وبين راجل أو شاب.

وبالمثل، ما افتكرش فيه زوجة تقبل بالوضع ده وأن يكون فيه "صديقة" لجوزها بهذا المستوى من القرب.

وعشان فيه ناس كتير بتحب تستشهد ببقية العالم في المواضيع دي، في ثقافات كتير تقبل بهذا المستوى من القرب بين راجل وست.. الثقافات دي لاحظوا حاجة لطيفة قوي.. لاحظوا إنه فيه عامل انجذاب جنسي وقرب عاطفي - ناتج من التعود - بينشأ أحياناً في علاقات الصداقة بين الرجالة والستات.

وعشان همّا شطار طبعاً، اخترعوا مصطلح قبيح وكيوت للاستفادة من القرب ده.. وكلنا عارفينه طبعاً اللي هو: friends with benefits
وده معناه إنه عادي يكون فيه علاقة جسدية بين "الأصدقاء" طالما إن بابلك وno feelings
لحد كده والحياة ماشية عنب العنب، وجوز اللوز، وso what؟
لقوا إيه بقى كمان بعد شوية؟
لقوا إن الرجالة مبسوطين قوي قوي ومزقططين بالموضوع ده! والستات هي اللي بتشيل الطين.

التكوين العاطفي للست غلب عليها وما قدرتش تبقى على علاقة جسدية مع "صديقها" وتفضل موضوعية ومحايدة.. للأسف في أغلب الأحوال بتتنيل تتعلق بيه وتحبه!.. وبعد ما تحبه تبدأ تطالبه باهتمام وكلام حلو و... و.. و... وطبعاً الراجل آخره في الاهتمام هيتوقف عند العلاقة الجسدية زي ما كلنا عارفين..
وفي الآخر بيبقوا لا أحبة ولا نيلة أصدقاء..
هيجي نفس الشخص اللمض - اللي قال ما تتكلمش في الدين - يقول لي: ليه تفكيركو قذر كده يا أخي؟ ليه ما يكونش فيه علاقة صحبة وقرب ومحبة سامية وهادفة بين راجل وست؟!
هردّ عليه: سامية دي تبقى خالتك..
لو انت شاطر قوي كده ومحترم وإحنا وحشين ونوتي، خلّى مراتك يبقى ليها أصدقاء رجالة وتخرج معاهم وييجوا يزوروها في البيت وتقعد معاهم ع القهوة تشتكيلهم منك ومن عمايلك السودا..
وساعتها هيبقى ليك مسمى كده من ٣ حروف كلنا عارفينه..


الناس اللي هتزعل بقى هتزعل ليه؟

من وجهة نظري إنهم هيزعلوا لحاجتين:
1- ليهم أصدقاء من الجنس الآخر ومعنى الكلام إنهم كده يبقوا وحشين، ومحدش طبعاً بيحب حد يقول له يا وحش.
2- هيزعلوا عشان موضوع "العلاقة الجسدية" ده هيجرح مشاعرهم ويحسسهم إننا حيوانات مش بنتحكم في غرايزنا والكلام الإنساني السامي وكده..

ردي باختصار:
مش عشان بنعمل حاجة وفاكرين إنها صح، تبقى صح.. لا هي غلط..
وموضوع العلاقة الجسدية بقى، الإنبوكس بتاعي مليان رسايل معاناة ومآسي إنسانية وبيوت بتتخرب، والبداية كانت "صداقة" سامية وهادفة بين راجل وست..
شكراً


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

في عصر السوشيال ميديا.. لم تعد تستطيع إخفاء سر

$
0
0
لقد استغرق الأمر تسعة أشهر تمرون خلالها بكل الأمور الجيدة والسيئة للحمل، ثم يصل الرضيع في نهاية المطاف. وطالما حلمتم باللحظة التي تستطيعون خلالها الإعلان عن وصوله إلى العالم، ليس لشيء سوى للدخول إلى حسابات مواقع التواصل الاجتماعي والرد على رسائل التهنئة المرسلة على صفحتكم. يضجُّ الهاتف بأصوات الأشخاص الذين يهنئونكم على الأخبار التي عرفوها عن طريق إعلان شخص آخر عبر موقع فيسبوك. وهو في حد ذاته الإعلان الذي كان ينبغي أن تعلنوه أنتم.

وفي اليوم والعهد الذي تكون فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من الحياة اليومية لأغلبنا، فإن أنواع الإعلانات التي تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي أو الإفصاح عن الأحداث الرئيسية في حياة الأشخاص تعتبر شيئاً مثيراً. تساعدنا مواقع التواصل الاجتماعي على إبقاء التواصل مع الأصدقاء وأفراد العائلة الذين يعيشون في أماكن مختلفة من العالم، أو من ناحية أخرى تساعدنا على التواصل مع المعارف الذين قد نكون فقدنا الاتصال بهم.

يأتي الإعلان عن هذه الأحداث الرئيسية على مواقع التواصل الاجتماعي غالباً في المرتبة الثانية أو الثالثة بجدول الإعلان الخاص بنا. قد يبدو هذا غريباً لكثير من أبناء الأجيال الأكبر، لكن ذلك يبدو اعتيادياً للمنتمين لجيلنا، الذين استخدموا "فيسبوك" باعتباره أحد ثوابت الحياة لأكثر من نصف الفترة التي قضوها في سن النضج.


في عام 2012، أي بعد حوالي 12 شهراً من محاولة حصولنا على حمل، استقبلت أنا وزوجي أخيراً أخباراً سارة. لم نكن أبداً هؤلاء الأشخاص الذين ينتظرون مرور الاثني عشر أسبوعاً السحرية حتى نخبر عائلتنا، فقد عرفوا بكل تأكيد أخبارنا على الفور تقريباً.

ومع مرور الوقت أخبرنا من حولنا كلما رأينا أحدهم، وعندما أتت تلك اللحظة التي نرى خلالها الجنين على شاشة الموجات فوق الصوتية، كنا مرتاحين لوصولنا أخيراً إلى الحدث البارز (أو بدا الأمر هكذا حينها).
لم يكن أي منا في عجالة من أمره للإعلان عبر وسائل التواصل الاجتماعي حسب ما اعتقدنا. ولسبب ما، كان كلانا سعيداً بمعرفة أصدقائنا وأفراد عائلاتنا، وهم الأشخاص الذين نراهم وجهاً بوجه بصفة دورية، وأننا لسنا في حاجة إلى الإعلان بعد. أعتقد أن كلينا ارتأى أن الإعلان عن نصف الحدث هو "آمن" خيار من أجل الإفصاح عن الحدث الكبير. ومع قول هذا، كان هناك شيء لنا لا نزال نتوق إليه عندما تأتي اللحظة المناسبة.

ثم حدث ذلك. دخلت على حسابي بموقع فيسبوك لأرى أن شخصاً آخر قرر أن يعلن عن حملي من أجلي. لم أكن محبطة شعورياً فحسب، بل أني أيضاً كنت متوترة للغاية. لم نكن مستعدين بعد. مازال الحمل غير مستقر بما يكفي. وكان الإعلان مبكراً للغاية. ماذا سيحدث إن أُجهضت؟ لم أكن مستعدة لمزيد من الإعلانات.


ثم فجأة، وجدت رسائل على هاتفي من أشخاص يقولون أشياء من قبيل:
"يا إلهي، هل أنت حامل، لم يكن لدي أي فكرة!".
"لماذا لم تخبرينا فوراً؟!"
كان هناك كثير من رسائل التهنئة الجيدة، على الرغم من وجود بعض الرسائل المحبطة من أنهم عرفوا من شخص آخر.

لم يكن هذا آخر شيء يحدث أيضاً. فبعد تسعة أشهر من الانتظار، أُعلن عن ميلاد أول طفل لنا ليس من شخص واحد غيرنا وحسب، بل من شخصين منفصلين، قبل أن نحظى بفرصة إخبار أقرب الناس إلينا. إذ إن الطفل الذي انتظرنا كثيراً حتى نعلن عنه، أُعلن عنه من أجلنا. لقد تعلمنا بطريقة صعبة. لذا عندما حان الوقت للإعلان عن وصول مولودنا الثاني، لم نغلق حساباتنا على موقع فيسبوك مؤقتاً وحسب، بل أضفنا تنبيهاً على الحالة الشخصية بتطبيقات الرسائل والمكالمات الهاتفية تقول "رجاء لا تنشروا أخبارنا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى نعلن عنها".

ينبغي أن يسير الأمر دون قول إن أول قاعدة في أدبيات مواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة بالإعلان عن الأحداث هي "لا تعلنوا عن أخبار شخص آخر قبل أن يعلن هو عنها".

يتضمن هذا إضافة صورة جديدة على صفحتكم بموقعي فيسبوك وإنستغرام، أو كتابة رسالة تهنئة على صفحة شخص آخر بمواقع التواصل الاجتماعي. وإن كنتم متشككين، يمكنكم أن تلقوا نظرة سريعة على صفحتهم وأن تسألوهم إن كانوا قد أفصحوا بعد عن الخبر أم لا، أو يمكنكم إرسال رسالة شخصية إليهم، أو بكل بساطة لا تقولوا شيئاً على الإطلاق.

قد يكون هناك عديد من الأسباب وراء اختيار الناس عدم الإعلان عن أخبارهم. لعلهم يمتلكون سجلاً وتاريخاً مع العقم أو الإجهاض أو ولادة الأجنة الميتة، وعليه تكون فكرة الإعلان عن هذا الخبر الثمين مثيرة لأعصابهم. وقد يكون اختيار الإبقاء على خصوصية الأمر لأسباب أمنية، وعلى كلٍ عندما يصير الأمر متاحاً على الإنترنت من الصعب الإبقاء على أي شيء آمناً أو خاصاً.


أو قد يكونون راغبين بكل بساطة في أن يبقوا على الأخبار من أجل أنفسهم، من أجل الاندهاش من أعجوبة الحمل، وأنهم في الحقيقة يمكنهم اختيار الأسماء في النهاية، أو شراء تلك الملابس الصغيرة. وفي كل الأحوال، سيصير الأمر واضحاً للغاية بدلاً من التسرع، فلماذا إذاً لا نبقي الأمر سراً لمدة أطول قليلاً؟

- هذه التدوينة مترجمة عن النسخة الأسترالية لـ "هاف بوست". للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط هنا.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

كيف أصبحت الفتاة العربية سبب أساسي في عنوستها؟

$
0
0
- الإجابة التي بالتأكيد لن تعجب البعض.
بعيدا عن فساد المنظومة وعبث الرجال وزيف المجتمع.. هناك نصيب من المسؤولية تتحمله الأنثى، نصيب أصغر، ولكنه موجود.
دعيني أحدثك بواقعية عن أمر ربما لن تسمعيه من أب غيري، إن من أحد أسباب تأخّر الزواج لدى الفتيات هو الصورة التي تصدرها عن نفسها للعالم!

- بعض الفتيات تخلط بين الحياء والانغلاق، وبين التعفف والخشونة!
فتبدو للرائي قاسيةً باردةً من حيث أرادت أن ترضي الله بحيائها!

وليس الحياء مرادفاً للسمت العسكري.. ولا التعفف بالضرورة يلزمه الشخصية الآلية!

والله يا سادة حين قال: (فلا تخضعن بالقول)، لم يعني بذلك أن نتصنّع الطرف المضاد من خشونة القول وشدته، بل فقط رفع الخضوع.

فبعض بناتنا يقابلن ذم الله للتفريط، بالإفراط المضاد، فتتعثر حياتهن، بل ربما يفتنها وسواس متسائل داخلها: كيف بي أتعفف ولا يمنّ عليّ القدر بالتوفيق لزيجة خير؟!


- وبعض البنات يصدرن صورة (غير المتاحة).
وركزي هنا بقي قوي.. عشان دي غلطة مشتركة..
وهي بنت مستقلة ناجحة، مميزة، تشحن الجو حولها بملامح انعدام الاحتياج، فيستقبلها الرجال، وربما كان بعضهم رجل خير، بمجسات لا شعورية، وكأنها مشغولة، ربما مرتبطة، أو تنتظر أحدهم.
المهم.. أنها تصدر صورة اللامتاحة!
فتجد كل المحيطين يحترمونها، ويبجلونها ويوقرونها، ولكن لا ينبت لدى أي منهم شعور، حتى وإن علم أنها متاحة، وجد نفسه متعادلاً نحوها.

قد يتمنى امرأة تشبهها، ولكن لا يتمناها هي، وكأن النفس قد آيست منها منذ الانطباع الأول، فأدخلتها تحت المظلة الحياد والأخوة.. مما يعثر بشدة إعادة توصيفها تحت مظلة الأنوثة المشتهاة!

تجد هذا الأمر جلياً أيضاً في فشل علاقات الحب التي تنبني على أنقاض علاقة صداقة حيادية قديمة، قد كان كل منهما يوصف صاحبه بتعادلية حيادية منزوعة الجنس، ثم أصبح مطالباً بأن يصنع علاقة قطبية انجذابية بين موجب وسالب.

أن تنشئ تفاعلاً قسرياً بين مركبين خاملين، يحتاج إلى محفزات شديدة وظروف غير اعتيادية، وجهد مضاعف!

- وبعض النساء يخلطن بين التعفف والتخفي..
فلا يكاد أحد يلحظ وجودها، بل ربما اندهش جار أن في البيت المقابل فتاة بسن الزواج بعد عمر طويل من التواري، وهي تظن أنها بهذا ترضي الله.
لم تعلم أن المراد أن يعرف الجميع أن بالبيت أنثى عفيفة، لا أن يجهلوا وجود أنثى.

ذلك أدنى أن يعرفن!! لم يقل (ألا يعرفن).

تتحول بفعل إفراط أحمق مغلوط في فهم الحياء إلى كائن شفاف، لا يدرك وجوده أحد، ثم تجلس لتنتظر متسائلة لماذا أخّر الرب جزاء التعفف بحسن التوفيق لرجل خير؟!

- وبعض الفتيات.. وهن الأسوأ حظاً بغرابة
تجمع الدين والخلق، والمال والجمال، والحسب والشهرة، ولكنها ببساطة Overqualified!

يستشعر الشاب أنها ممنعة حصينة لا سبيل لتحصيلها، تبدو أشهى من أن يصل إليها، وأكبر من أن تقبله، وأكثر اتساعاً من مقاس وضعه الابتدائي متلمس الخطى.

قد يعرض عنها شاب جيد يتمناها، ولكنه يرى الأرض بينهما محترقة بتفوق ظروفها على ظروفه، تصده عنها لمعتها المبالغة، وبريقها المفرط.

هذه الفتاة ربما بشكل عجيب تتزوج رجلاً عادياً، بظروف جيدة، وتبتئس ما تبقى لها من العمر، بفعل أنها كانت لامعة أكثر من اللازم!

- هذه الصور وغيرها التي تصدرها الفتيات عن أنفسهن ربما لا تظهر للفتاة نفسها، وربما لا تظهر لصديقاتها أو لأهلها، ولكنها تصنع حواجز نفسية للرجال، وعوائق غير مرئية تعثر حق الحصول على شريك، والمكفول لكافة الكائنات.

إنني لا أتحدث هنا عن تلميع صورتك أو ميوعة أو خروج عن كرامتك أو المجاهدة وبذل الوسع في تصدير صورة بعينها عن نفسك تسولاً لحبيب، ولكني أحاول فقط أن ألفت انتباهك، أنك وإن لم تكوني تحاولين، فلا تفسدي الأمر وتحرقي الأرض، وتنصبي الأسوار.

إن بعض الفتيات بحماقة لا واعية يضعن لافتات مكتوبة بلغة غير مرئية (ممنوع الاقتراب)، وربما بضعة أمتار من السلك الشائك، وحقل ألغام، لا تراه هي، قد يمنع اقتراب رجل جيد.. فافهمي


توضيح:
تخلط الفتاة أحياناً بين الاستقلال والإقصائية، وهي هنا معذورة فهي تواجه عنصرية مجتمعية، ولكنها للأسف تواجهها بعنصرية مضادة.

فبدلاً من الحصول على حقوقها واستقلالها ونديتها، تتطرف قليلاً فتسعى لكبت حاجاتها وإنكار رغباتها والاستعلاء المتوهم على طبيعة الكائنات وحاجتها للشريك، فتسعى لإقصاء الآخر!

استفزازه حيناً بشكل لا واعٍ..

دفاعية مفرطة حيناً حين ترى أن كل مَن يقترب هو ذلك الشرقي الأحمق الذي يسعى للتسيد والسيطرة وقتل طموحها، وليس هذا إلا وهماً دماغياً لديها وخوفاً نبت مبرراً مع الزمن أصبحت تسقطه على كل العابرين، فتتحول من الاستقلالية إلى الإقصائية، وهو نموذج شائع للغاية يكاد يكون الآفة الأكثر شيوعاً لنجاح الأنثى، وهو دلالة انعدام اتزان، وتأخر نضج، وكبت وكعبلات نفسية في الكواليس.

وما أحاول فعله بعد أن انقطعت أحبال حنجرتي صياحاً بكن أن اخرجن واحصلن على ذواتكن.
أن أوازن هذه الصيحة بتعريفكن بأثر جانبي غامض قد يحدث عفواً وبغير قصد فيفسد عليكن التلذذ بالنجاح نفسه، وتصبح حياتكن صراعاً وراء صراع.
فمن كان شاكوشاً.. رأى العالم كله مسامير.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

بـ7 أخطاء قاتلة.. أحمد مكي يسهم في القضاء على مسلسله الجديد!

$
0
0
الممثل أحمد مكي "الكبير أوي"، عاد إلى شاشات رمضان بمسلسل "خلصانة بشياكة"، بعد طول انتظار وترقب. لكن المفاجآت والصدمات تتوالى بعد عدة حلقات من البداية.


الصفحة الرسمية للمسلسل على فيسبوك تحمل القليل من الترحيب بالعمل، والكثير من الشكاوى وخيبة الأمل من النجم الكوميدي، واختياراته.


بخلطة جديدة تضم كل أدواته الكوميدية الناجحة: فانتازيا طازجة من نهاية العالم، حيث شخصيات مهووسة بالحرب ضد الجنس الآخر، تتخللها نوستالجيا العالم القديم والسخرية؛ ما سيصبح كلاسيكياً في المستقبل. أيضاً تجنب "بعض" أخطائه الشهيرة السابقة واستعان بحلفاء جدد أكثر من مجرد سنّيدة.. كان من المفترض أن تكون هذه عودة ناجحة للمباراة (Comeback بلغة الكرة)، لكنه مع ذلك يبدو أن مكي هو الخاسر الأكبر؛ الكبير أصبح قديماً.




يكرر مشاهد البداية بعد 7 سنوات





الشمس حارقة والصحراء قاحلة، يبرز هو من خلف التبة على صهوة جواده ثم بالتدريج يظهر جيشه، إنها طبول الحرب، يلقي خطاباً حماسياً على رجاله ويصدّ تعليقاً "فصيلاً" من أحد السنّيدة، يهتفون باسمه، السنيد الفصيل مرة أخرى، يتقدم للقاء قريب مع قائد جيش الأعداء، إذاً هي الحرب، ثم ننتقل إلى لحظة الاحتفال بالانتصار.


هذا ما يحدث في الدقائق الأولى لمسلسل "الكبير أوي" في 2010، ويا للمفارقة! هي نفس بداية "خلصانة بشياكة" بعد مرور 7 سنوات مع اختلاف تفاصيل بسيطة، الأساس هو "الدَخلة" المميزة لمكي، الذَّكَر المسيطر.





الكبير أوي قائد جيوش المزاريطة






مكي في محاولات بائسة ومؤلمة للإضحاك





نحن الآن في سنة 2041، نعيش في أجواء Mad Max الصحراوية الرائعة، لقد انتهى العالم بسبب صراع سخيف بين الرجال والنساء. بدأ الأمر بخناقة زوجية؛ لأن الزوج رفض رفع قاعدة المرحاض. انتقل الصراع إلى السوشيال ميديا، ثم اشتبك زعماء العالم رجالاً ونساءً، حتى ضغط الرئيس الكوري على الزر النووي.


انتهى العالم، لكن مصر محفوظة بفضل السحابة السوداء. يتقدم سلطان جيش الرجال، بجواره "هشام ماجد" في دور شقيقه السنّيد. ننشغل قليلاً بالأزياء والأجواء، لا يهم من بالجيش الآخر، النساء دائماً ديكور إجباري في الخلفية البعيدة وراء الكبير، يلتقي قادة الجيشين.


بعد ثالث عبارة يبدأ الملل، لكن هناك 3 مشكلات محرجة: آخر عبارة مضحكة كانت تخص دينا الشربيني! محاولات مكي للإضحاك بائسة ومؤلمة! لكن الأسوأ أنه عليك الانتظار حتى الحلقة الثانية لكي تبدأ في الضحك، عندما يظهر شيكو.










مكي يرمي النكتة للممثلين ثم تعود إليه





المشكلة أكبر من الكبير، فهو نوع من الدراما يعتمد على أقل قدر من الأحداث.


من الحلقة الثانية إلى الرابعة لا يحدث شيء تقريباً سوى دخول مفاجئ لبيومي فؤاد (الممثل الأكثر دخولاً بكل الأعمال في آخر عامين)، يتحول كل مشهد إلى مباراة تنس طاولة بين الممثلين، يلقي كل منهم بإفيهاته (نكاته) في مواجهة الآخر، كل حسب أجره.








بنسبة 17% ستجد إفيهات تضحكك لأسباب شخصية تختلف من فرد لآخر، غالباً لأنك ضحكت على الإفيه نفسه في السوشيال ميديا من قبل، فيتم مط الإفيه الواحد حتى يشارك الجميع، وعندما يوجد الكبير في المشهد فإنه يقوم بدور موزع الأوراق في لعبة الروليت.


الإفيه يبدأ من عنده ويصل إليه في النهاية لينهيه بعصبية، لكن لا تنكر أنه يوزع الأوراق بشكل جيد.











مكي ليس مجرد ممثل بل صانع أفلام متحكم





سنغادر 2041 ونعود إلى 2005، عندما اكتشف أحمد مكي أن أصوات اللكمات في السينما المصرية طوال تاريخها هي نتاج القرع على علبة من الصفيح (لهذا كنا نجد أن صوت اللكمة أفخم من حركة الممثلين)، وأنه ربما كان صوت إغلاق باب سيارته الـ128 يؤدي الغرض بشكل أفضل.


حدث هذا في أثناء إخراجه فيلمه الطويل الأول "الحاسة السابعة"، الذي كان الأخير للأسف!


كان دور مكي أشبه بما نطلق عليه الآن "صانع أفلام"، حيث المخرج يقوم بكل شيء تقريباً في الفيلم، من تصميم معارك الكونغ فو وحتى تسجيل بعض المقاطع الأساسية بصوته. من هنا، كان مكي هو كل شيء في العمل حتى لو اختار طوعاً (أو قسراً في الحقيقة) ألا يكون النجم الأوحد.










مكي يفرض أسلوب نكتة التسعينات





تظهر لمسات مكي المسيطرة منذ اللحظة الأولى. يقوم الكوميديان أحمد أمين بأداء دور الزوج الذي لا يرفع غطاء المرحاض، في أداء لا يختلف في أي شيء عما يقدمه ببرنامجه "البلاتوه"، لكن أمين لم يجرؤ أبداً على الوصول للمرحاض.


هذه هي أفكار مكي، وكذلك تصاعد الصراع السياسي بين الرجال والنساء، وطريقة تناوله في نشرات الأخبار، وتحوله لمعركة سخيفة بين الأطفال. (في الحلقة الرابعة هناك محاكاة ساخرة لأغنية سعاد حسني "البنات ألطف الكائنات" بحيث تتحول إلى "صراصير البلاعات" وهي محاكاة لم أسمعها منذ بداية التسعينات).










يتحرك في حدود صورته كذَكَر تقليدي مسيطر





اعتاد مكي أن يكون السمكة الكبيرة الوحيدة في حوض صغير، لهذا تسرَّبَ السنّيدة من حوله عبر 5 أجزاء من مسلسل الكبير أوي. بعدها، دخل في فترة غياب إجباري مُرضٍ، وهو ما استغله لاستدرار العطف والدعاية لعودته.


الآن، أصبحت سنيدته دنيا سمير غانم بطلة كوميدية مستقلة سبقته العام الماضي، وهذا العام تتفوق عليه في عدد المشاهدات على يوتيوب. لهذا كانت الحاجة إلى شيكو وهشام مجدي، وهما بدورهما يعانيان انفصالهما عن الضلع الثالث أحمد فهمي، الذي تفوق عليهما في موسم الصيف السينمائي الماضي.


خطوط المنافسة تتقاطع وتتشابك في موعد العرض نفسه: "خلصانة بشياكة" يُعرض على شبكة dmc، وعلى شبكة CBC ستجد مسلسل "في اللالا لاند" لدنيا سمير، وفي الموعد نفسه مسلسل فهمي "ريّح المدام".


مشاهدات الحلقة الأولى لأعلى 3 مسلسلات وقت الإفطار حتى مساء 4 رمضان


الكوميديا هي إعادة تركيب للواقع، وبقدر ما يكون الإفيه (النكتة) مركباً يأتي الضحك. لهذا لا توجد مسؤولية كبيرة على هشام مجدي، الذي تبدو تركيبته النمطية خالية من المعاناة، بعكس شيكو الذي تفرض بدانته فرصاً كوميدية مستمرة. وهو بنى مسيرته بالتشارك مع رفيقيه، ولا يحصر نفسه في نموذج نمطي للبطل سيد الرجال مثل مكي.


يظهر شيكو كذَكَر ضمن جيش النساء ليستعرض تفهمه لعالمهن، الذي يبدو لنا في غاية التفاهة؛ لأننا ما زلنا في عالم يرسم حدوده أحمد مكي. هذا هو الخلل المثالي الذي تسعى الكوميديا لارتكابه في المنطق الفاسد للواقع، ولهذا تأخر مستوى الضحك حتى جملته الأولى بالحلقة الثانية. وحتى عندما يلجأ إلى القلش التقليدي الممل، يظل هذا أفضل من مكي الذي يتحرك في حدود صورته كذَكَر تقليدي مسيطر.










لا يجد الكوميديا قبل الحلقة الرابعة





هناك مناطق أخرى للكوميديا (والملل أيضاً) بوجود محمد أسامة (أوس أوس) في دور مساعد مكي التافه، ودينا محسن (ويزو) في دور المقاتلة البدينة الشرسة. الاثنان في دورين قدماهما شخصياً لعشرات المرات في عرض "مسرح مصر".








في يوم ما، سوف يسعى العلماء لمعرفة سبب نجاح هذا العرض الذي لم أصادف شخصاً حقيقياً يقوم بالضحك خلاله، ويعتمد في معظمه على قلش من النوع الذي نشأ بهذه المتوالية الكابوسية: خلصانة بشياكة - خلصانة بعمود خرسانة - خلصانة ومعها حصانة... إلخ (وهذا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية)، ومع هذا ترتفع أسهم الممثلين فيه بشكل مستمر، لدرجة أنه تم توزيعهم على كل المسلسلات الكوميدية لهذا العام.








لكن في ظروفٍ ما يتوافر من المسلسلات الكوميدية برمضان الحالي، وفي حال ما فُرض عليك أحد المسلسلات في وقت الإفطار، فإني أتمنى أن يكون "خلصانة بشياكة".


سيظل هناك شيكو، هشام أحياناً، وربما يستيقظ مكي كوميدياً في الحلقات ما بعد الرابعة، وعلى الأقل هناك لطشات ساخرة غير متوقعة تفوق ما قد تعانيه مع سرطان القلش، إضافة إلى تميزه في تصميم الإنتاج، فهو يحتوي على أفضل ما تم إنتاجه عن نهاية العالم، وأجواء ما بعد المحرقة بالسينما والدراما المصرية.













رباعية التميز للمديرين الجدد

$
0
0
بالنسبة للمديرين الجدد، فإن الأيام الأولى في المنظمة حاسمة، وبناءً على طريقة تفاعلهم خلال هذه الأيام يصبح توقع نتائج وإنجازات أعمالهم أكثر سهولة.

السؤال المهم هنا: ما الذي يجب على المديرين فعله في أيامهم الأولى في المنظمة لضمان نتائج أفضل؟


وضوح الرؤية وفاعلية النظام

التأكد من وضوح الرؤية وفاعلية النظام الذي من خلاله تنجز الأهداف وتحقق الرؤى أهم مهام المدير الجديد.

يقول جاك ويلش مدير شركة (General Electric) السابق، الذي يعتبره كثيرون أفضل مدير في القرن العشرين: "قادة الأعمال الجيدون يضعون الرؤية، يوضحون الرؤية، يملكونها بشغف وبلا هوادة يدفعونها إلى النهاية".

فالبداية الصحيحة تبدأ بالتعرف على رؤية المنظمة وأهدافها، بالإضافة إلى تقييم نظام العمل القائم بشكل إجمالي.

ومن أبسط الوسائل وأسرعها لتحقيق ذلك؛ الاطلاع على التقارير الإدارية والمالية والأرشيفات المتعلقة بأقسام التسويق والموارد البشرية والعمليات والإنتاج، وزيارة أماكن العمل، والاستماع إلى أعضاء الفريق الإداري والموظفين قدرَ الإمكان، ومحاولة فهم الثقافة السائدة والنظام في المنظمة، والانتباه الحذِر لما هو كامنٌ بين السطور.

ويشمل ذلك معرفة التوازنات والتحالفات الخفية والمعلنة والقوى المؤثرة فيها.

وفي حال غياب الرؤية والنظام وجب بناؤهما بشكل دقيق، وفي حال ضعفهما وقلة فاعليتهما فيجب تقويمهما وإصلاحهما، فلا جدوى ولا إنجاز في العمل دون رؤية واضحة ونظام فاعل.


قيادة الأفراد

يلي تكوين النظام العام بناء الفريق القوي والمنسجم مع هذا النظام، فالنظام والأفراد هما أهم ركنين في بناء أي منظمة ناجحة، وتعتمد قوة المؤسسة ونجاحها على قوة وانسجام وفاعلية النظام وفرق العمل المختلفة، فالإدارة ليست عملاً سهلاً كما يبيِّن ذلك رجل الأعمال الشهير "جاي كاوازاكي" في خلاصة مهمة حين يقول: "عندما حصلت أخيراً على منصب إداري، وجدت كم هو صعب إدارة وقيادة الناس".

فالتعامل السليم مع الأفراد يستلزم الخبرة والمهارة القيادية الحكيمة، وبينما لا يبدأ المدير الناجح أيامه الأولى بإعطاء الأوامر ومتابعة المهام التفصيلية مع الفريق، فإنه يعمل على بناء علاقات صداقة ومحبة مع أعضاء فريقه بالتعرف على قيمهم العليا وهمومهم وآرائهم، ويحرص على بناء علاقات فردية وعميقة معهم داخل وخارج إطار العمل، فالعلاقة الطيبة مع أعضاء الفريق تجعلهم ينظرون إليه نظرة إيجابية في تصرفاته وقراراته، وتجعلهم أكثر ولاءً له.

يقوم المدير كذلك بمراجعة عمليات التوظيف السابقة، والتأكد من أن التوظيف كان حسب الكفاءة، كما يقوم بفتح قنوات تواصل سريعة وفعالة بين فرق العمل المختلفة على المستويين العمودي والأفقي، الفشل في بناء هذين الركنين يعني المشاكل الدائمة والمؤلمة.


يوضح مبادئه ويلتزم بها

كما يجب أن يكون المدير الجديد واضحاً وحازماً من يومه الأول، فلا يتحرك حسب مزاجه، وإنما حسب وعي ونضج.

ففي هذه المرحلة يقوم بتوضيح رؤيته ومبادئه وقيمه العليا وأولوياته وأسلوبه للجميع، ويتأكد من وصول الرسالة بشكل واضح ومفهوم.

كما يوضح طريقة تقييمه للموظفين، ويُفعّل نظام الثواب والعقاب، ويتمسك بتنفيذ كل ما يعد به من ثواب أو عقاب دون تردد.

كما أنه لا يقبل القيام بأي عمل يخالف قيمه ومبادئه العليا مهما كانت المبررات أو النتائج، وإن أدت إلى سخط بعض المتنفذين والملاك.

وهذا سيؤدي إلى زيادة احترامه وتقديره دون أدنى شك، وسيعتاد الجميع على أسلوبه بعد حين.

يعمل ولا ينتقد

من الخطأ السعي في تعزيز ثقة الموظفين والعملاء والمديرين الآخرين بتمجيد النفس ونقد الإدارات السابقة وكثرة الحديث عن إنجازاتنا الذاتية السابقة بطريقة مبالغ فيها، وإنما نعزز ثقة الجميع بنا من خلال تحقيق إنجاز حقيقي يتناقلونه ويترك انطباعاً إيجابياً.


الخلاصة:

صديقي المدير الجديد.. عند تسلّم مهامك الجديدة فكِّر جيِّداً كيف تزيد فاعليتك من خلال التأكد من فاعلية وانسجام النظام والأفراد، وبيان مبادئك للجميع، والتركيز على تحقيق إنجاز واضح يعزز ثقة من حولك، بدلاً من المدح المبالغ فيه لذاتك، أو التقليل من إنجازات من سبقك من المديرين.

وأنصحك بأن تخصص أربع مفكرات خاصة بك من اليوم الأول؛ مفكرة لمتابعة مهامك الخاصة، ومفكرة للتعلم والتطور وحل المشكلات بالطرق العلمية، ومفكرة للأفكار الإبداعية والجديدة، ومفكرة لتلخيص لقاءاتك مع الأشخاص من حولك.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

هواجس ما قبل التخرج

$
0
0
إن كنت أوشكت على التخرج فأنت الآن تنهي مرحلة (أجمل أيام العمر).. كما هو مفترض.


حقيقة لا أعرف إن كانت أجمل أيام العمر أم لا، فأنا لم أعِش باقي العمر؛ لأقارن بين أيامه وأحدّد أيها أجمل وأيها أقل جمالاً، ولكن أتمنى من الله ألا تكون هذه الأيام هي الأجمل.. أتمنى.

(1) أعراض الانسحاب

نعم لا تتعجب من ذلك المصطلح، فسوف تتعرض لبعض أعراض الانسحاب، ولكنها لن تشبه تلك التي يتعرض لها مدمنو المخدرات، لن تتعرق وتتقيأ، لن تبدأ في الصراخ والجنون كما نشاهد في الأفلام، لكن أعراض الانسحاب من الجامعة هي التوتر والقلق والتفكير الزائد في مستقبلك وما سوف تقابله في الأيام المقبلة.

حتى طريقة تفكيرك وحديثك سوف تختلف، فبعد إنهاء الامتحانات النهائية لن تبدأ إجازة الصيف، فالصيف لم يعد إجازة كما اعتدت في عمرك السابق، سوف تفتقد بعض الجمل مثل (هنعوض في الفاينال) فلم يعد هناك فاينال و(في التيرم القادم)، فأنت الآن التيرم الذي لا يليه تيرم، لن تودع زملاء دراستك على أمل اللقاء في العام القادم، سوف تتحول سنواتك الجامعية إلى ذكريات بعد انتهائك من آخر امتحاناتك، ذكريات سوف تبقى لمرحلة لها طابعها الخاص، مرحلة تختلف عما سبقها، ولا تشبه ما سوف يأتي بعدها.

(2) عندما تبدأ الأسئلة

أعتقد أن أصعب لحظات ما قبل التخرج هي تلك اللحظات التي تبدأ فيها في طرح الأسئلة، فمتى أعمل؟ كم من الوقت سأبقى أعزب؟ ومتى أرتبط؟ متى يأتي عريس؟ هل ستنتظرني لأعد نفسي وأجمع ما يكفي لتجهيز بيت؟ هل أهاجر أم أبقى؟ هل استفدت أم أضعت تلك السنوات؟

أسئلة كثيرة لا تنضب ولا تجد لها إجابات في تلك المرحلة، لن تعرف مصيرك في الحال، الإجابات تأتي مع الوقت وتتكشف في الواقع... ولكن انتظارها سوف يبقى أمراً مزعجاً.

(3) أهلاً بك في أرض الواقع

بين ليلة وضحاها سوف تتغير نظرة الجميع لك، فلم تعد كما كنت منذ عشرين عاماً، لم تعد طالباً كل ما هو مطلوب منه أن يدرس، لن يتم سؤالك في أي عام دراسي أنت أو في أي جامعة، بل أصبح لك مسمى وظيفي وأصبح السؤال عن مكان العمل، لقد أصبحت مهندساً، طبيباً، محامياً، محاسباً، أصبحت شخصاً ينظر له المجتمع على أنه مسؤول وعلى عاتقه واجبات عديدة من العمل والإنتاج والزواج... إلخ.

أصبحت شخصاً آخر في وجه نظرهم، فإن لم تستعِد لذلك الأمر فأنت في ورطة، وللأسف سوف تتعلم بالطريقة الصعبة.

(4) العمل لا ينتظرك

من أفضل الأمور التي من الممكن أن تستفيد منها في الجامعة، ليست المواد الدراسية بالطبع، بل الخبرة عن طريق التجارب المختلفة، وأعظم تلك الخبرات تُكتسب عن طريق مزاولة عمل بأجر وليس عملاً تطوعياً، فائدة ذلك العمل ليس الأموال فقط، ولكنها سوف تجعلك ترى الواقع من زوايا عدة، وتجبرك على الهبوط من برجك العاجي وترى الواقع بكل مساوئه وعيوبه، حتى تصاب بأقل قدر من الإحباط عند بداية توغلك في سوق العمل، فإن لم تعمل أثناء الدراسة فحاول أن تكون مرناً أثناء احتكاكك بالواقع، ولتكن على ثقة أن شهادتك الجامعية وحدها لا تكفي، كما أن أرباب العمل لن يتنازعوا من أجل توظيفك ولتعد نفسك لعشرات الكورسات والشهادات التي تحتاجها لتكون سيرتك الذاتية قابلة للنظر، كما أن تهيئة نفسك للرفض من عشرات المقابلات أمر وارد جداً.. هذا بالطبع بعد إنهاء مرحلة التجنيد الإجباري إن كنت من أحد تلك البلاد التي تشترط الخدمة العسكرية الإلزامية.

(5) ليست دائماً البدايات أجمل

عند دخولي للجامعة كنت محملاً بقدر من الأحلام والطموحات الرائعة الكثيرة، كنت سعيداً وكنت أعتقد أنه بإنهاء الجامعة سوف أشب لألمس عنان السماء.

لكن بعد تلك السنوات، اتضحت الأحلام وصارت الطموحات أوقع ونضجت الآراء واكتسبت النفس ذلك القدر من الخبرة والقدرة على التمييز، أصبحت أكثر قوة ومقدرة على تلقي صفعات الحياة، أكثر قوة على التشبث بالأحلام والتمييز بين الأمل والسراب، أكسبتني الجامعة بعض المناعة لمواجهة الواقع.

نعم لم أكن من عشّاق الجامعة، لم تكن مكاني المفضل في تلك السنوات التي قضيتها داخل جدرانها، ولكن في كل ركن من أركانها لي ذكرى، في كل مدرج ومعمل وورشة وقاعة.

لست حزيناً لمغادرة الجامعة، كل ما أتمناه أن تكون تلك الفترة التي قضيتها فيها قد حققت أقصى استفادة ممكنة، وهذا ما ستكشفه لنا الأيام.

نعم البداية كانت رائعة، دخول المدرج لأول مرة والاستماع لأول محاضرة، صورتك وخلفك اسم الجامعة أو أحد مبانيها، تلك الصورة التي وضعتها على الفيسبوك، توتر وقلق أول امتحان، الخوف من النتيجة التي دائماً تكون غير متوقعة، التسكع على سلالم الجامعة، الهروب من المحاضرات، حتى اللعب على الهاتف أثناء محاضرة لا تفهم من كلماتها شيئاً، التقارير والأبحاث التي أعددناها على جوجل وأشياء أخرى.. كل ذلك رائع وسوف يبقى ذكرى، لكن روعته أنه لن يعود، ولولا النهاية لما عرفنا روعة البداية.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

إضراب الكرامة

$
0
0
منذ الإعلان عن قيام "دولة إسرائيل" على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، والسجون والمعتقلات الإسرائيلية تعُج بالأسرى الفلسطينيين؛ حيث سجل عدد حالات الاعتقال على مدار سنين الاحتلال نحو مليون حالة اعتقال.

• الأسرى في سجون إسرائيل:
وبحسب النشرة التي أصدرتها هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، الذي صادف يوم السابع عشر من أبريل/نيسان الماضي، فإن عدد الأسرى المتواجدين حالياً في السجون الإسرائيلية هو 6500 أسير، بينهم 57 امرأة (منهن 13 فتاة قاصراً)، و300 طفل، و500 معتقل إداري، و13 نائباً في المجلس التشريعي، و44 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً، بينما وصل عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 210 شهداء.

• قُدامى الأسرى:
وهم الأسرى الذين مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً، وعددهم اليوم (44) أسيراً، وأقدمهم الأسيران كريم يونس، وماهر يونس، المعتقلان منذ عام 1983م، بالإضافة إلى الأسير نائل البرغوثي الذي قضى أطول فترة اعتقال في سجون الاحتلال، وهي أكثر من (36) عاماً، علماً بأنه أحد محرري صفقة وفاء الأحرار "شاليط".

• الأسير مروان البرغوثي:
ينظر الفلسطينيون إلى مروان البرغوثي على أنه قائد عظيم، استطاع أن يسطر اسمه بحروف من نور في قلوب أبناء شعبه؛ حيث يعتبر مروان البرغوثي أحد رموز القضية الفلسطينية، ورمزاً للكفاح والنضال والعطاء، ورمزاً لأحرار العالم.

الأسير مروان البرغوثي، حاصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والعلوم السياسية، ودرجة الماجستير في العلاقات الدولية، وعمل حتى اعتقاله محاضراً في جامعة القدس.

اعتُقل البرغوثي عدة مرات منذ عام 1978م، وحتى عام 1986م، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية قبل إبعاده خارج البلاد، ثم عاد بعد توقيع اتفاق أوسلو، وفاز في انتخابات أول مجلس تشريعي فلسطيني عام 1996م، ونجا البرغوثي من عدة محاولات اغتيال أثناء انتفاضة الأقصى إحداها بالصواريخ الموجهة، وتم اعتقاله عام 2002م، وحُكم عليه بالسجن خمسة مؤبدات وأربعين عاماً. ورد البرغوثي على القاضي الإسرائيلي بعد إعلان حكمه بمقولته الشهيرة "إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن".

• الأسير اللواء فؤاد الشوبكي:
اللواء فؤاد حجازي الشوبكي، الذي كان يشغل منصب مدير عام الإدارة المالية العسكرية سابقاً، وعضواً بالمجلس الثوري لحركة فتح، وكان رجل الإصلاح الأول في قطاع غزة؛ حيث أنشأ لجان الإصلاح بعد عودتهُ مع القوات إلى أرض الوطن، وكان ديوانهُ أحد بيوت الإصلاح لحل قضايا الدم في المجتمع الفلسطيني.

والأسير اللواء فؤاد الشوبكي (74 عاماً)، هو أكبر المعتقلين في سجون إسرائيل سناً، حُكم عليه عام 2006م، بالسجن 20 عاماً، بتهمة مسؤوليته عن جلب أسلحة للمقاومة الفلسطينية، وتمويله لصفقة الأسلحة التي كانت محملة على سفينة "كارين A".

وهو يعيش الآن ظروفاً صحية صعبة جداً في سجون الاحتلال؛ نظراً لكبر سنه، وحيث إنه يُعاني من عدة أمراض، أخطرها اكتشاف ورم في الكلى، إضافة إلى أنه يعاني من أمراض السكري والضغط، وقد نُقل إلى مستشفى الرملة أكثر من مرة، لكنه لا يتلقى العلاج الكافي.

• الأسير أحمد سعدات:
هو الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ونائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، تم اعتقاله عام 2006م، وحُكم عليه بالسجن لمدة 30 عاماً، وكان على الدوام يرفُض الاعتراف بشرعية المحكمة العسكرية، ويرفض أن يكون في موقف المتهم، وكان موقفه دائماً أن قوات الاحتلال هي من يجب أن تُحاكم وليس المناضلين الشرفاء الذين يدافعون عن حرية وطنهم.

سعدات القائد، الذي يعشق القراءة ولا يخشى السجن ولا السجان، في رسالة لزوجته يقول: "الفراق يقوي الحب ولا يقتله.. والعزلة قد تستخدم لقتل الروح الإنسانية وتدمير ما فيها من سمات إنسانية جماعية، ونسف جوهر إنسانية الإنسان، لكنه مع ذلك قد يكون وقفة مع الذات والعلاقة مع الجماعة".

وفي رسالة أُخرى لابنته يقول: "نعيش في مجتمع تسوده كل الأفكار الظلامية وترسم مستقبلاً قاتماً، لكن وعلى العموم المرأة تمسك تقريباً بكل مفاتيح التقدم الاجتماعي، وقد تغلق كل الأبواب أو توسعها".

إضراب الكرامة:
منذ السابع عشر من أبريل/نيسان الماضي، والأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي يضربون عن الطعام، معلنين بذلك خوض معركة قاسية قد يكون الاستشهاد إحدى نتائجها.

إن قرار الإضراب عن الطعام، وخوض الأسرى لهذه المعركة بأمعائهم الخاوية لم يأتِ من فراغ، ولكنهم لم يجدوا سوى هذه الطريقة للدفاع عن حريتهم وكرامتهم، وتسليط الضوء على قضيتهم العادلة، التي تُظهر الوجه البشع والحقير لقوات الاحتلال الإسرائيلي، والصمت المخزي للمجتمع الدولي، الذي يقف موقف المتفرج من كل السياسات الإسرائيلية العنصرية.

إن استمرار الأسرى الفلسطينيين في إضرابهم المفتوح عن الطعام، يتقدمهم القادة مروان البرغوثي، وكريم يونس، وأحمد سعدات، لهو أكبر دليل على قوة عزيمتهم وصلابة إرادتهم، وأنهم مستمرون في الإضراب حتى تلبية مطالبهم.
• الدعم والمساندة:
إن قضية الأسرى هي قضية وطنية وجوهرية على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويجب أن تستمر كذلك حتى تحرير كل الأسرى من سجون الاحتلال، فمنذ بداية الإعلان عن الإضراب وهناك العديد من الفعاليات والاعتصامات والمسيرات في كل مدن الضفة وغزة، بالإضافة إلى فعاليات الجاليات الفلسطينية في جميع أنحاء العالم.

إن هؤلاء الأسرى الذين ضحوا بحريتهم وأفنوا زهرة شبابهم في المعتقلات والزنازين الإسرائيلية من أجل حريتنا، لهم عنوان كرامة هذه الأمة، ويجب على كل فلسطيني أن يتحد من أجلهم، وأن يواصل العمل دون كلل أو ملل، وأن تُبذل كل الجهود التي من شأنها إبقاء قضية الأسرى حية وحاضرة في شتى الميادين، لا تكاسل ولا تهاون.

لقد وصل إضراب الأسرى الآن لمراحل متقدمة ومحطة هامة في هذه المعركة، وإن انتصار الأسرى أصبح يتطلب منا جميعاً مضاعفة الجهود أكثر من السابق حتى تصل رسالتنا إلى الأسرى، أننا معكم، ولن نخذلكم، ولن نترككم تخوضوا المعركة بمفردكم، أنتم فخر هذه الأمة، وعزّتها وكرامتها.

اللهم كن مع أسرانا، اللهم صبرهم وقوّهم، اللهم احفظهم من كل شر وسوء، اللهم انصرهم على أعدائهم، اللهم فرّج كربهم، وأحسن خلاصهم برحمتك يا رحمن يا رحيم.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

عاجل.. في إسرائيل ينزل المطر

$
0
0
2016-12-03-1480802594-4381446-free837058626404046180.jpg


كنا جالسين في المقاعد الأمامية للحافلة، كنت متوجهاً حينها إلى الجامعة لآكل ما يجتره أساتذتنا فلا شيء جديد في هذا العالم الذي يسمى الجامعة، إن كل شيء يتكرر آلياً.

قال هذا الشيخ الذي بجانبي في تنهد أخرج معه الدنيا كلها من فمه "رب رحمنا بالمطر اليوم، رحمة ربي واسعة على عباده المسلمين"، في تلك اللحظة أخذت منه أن الله رحمنا، وأنه أنزل رحمته على شكل مطر، فالتفت إليه وقلت له: هل هذا دليل على أننا نحن في خط جيد مع الله؟ قال: بكل تأكيد، الله يرحمنا بهذا المطر؛ لأننا رحمنا أنفسنا بطاعته، ألم ترَ أن السماء تكون حمراء بالرياح غضباً من الربا يوم الخميس الذي يعتبر عندنا يوم السوق الأسبوعي؟ إنه شيء معروف، ولا يختلف فيه اثنان.

لكن في تلك اللحظة أردت في الحقيقة أن أخبره أن إسرائيل كذلك ينزل فيها المطر وحتى في أيام قصفها لغزة، كذلك وأن الله الذي أنزل رحمته على العباد هؤلاء هو نفسه الله الذي ينزل المطر على إسرائيل، وأنا أجزم أن في إسرائيل ينزل المطر، ويُسر العباد هناك بذلك المطر، فهل هم كذلك يعتقدون أن نزول المطر رحمة عليهم؟

خِفت من قول كلام يكهرب من في الحافلة أو أنه ربما كلام أو فكر ممنوع على أعرافنا وتقاليدنا، وأمام الناس الذين يسميهم البعض أنهم عامة المسلمين.

رحمة الله التي تتجلى في الطبيعة ليست حكراً على مجتمع دون غيره، فإذا صنفنا الرحمة للمسلمين بهذه الطريقة فهي أكبر نقيض، ولقياس طريقة رضا الله بهذا الشكل سنجد أنه سقط الكثير في مكة جراء سقوط تلك الآلة العملاقة، وفي فترة الحج وفي لحظة التناجي مع الله صار عباده أشلاء!! إنه نفسه الله شهد احتراق أجزاء كبيرة في مناطق إسرائيل التي تحتل أراضي فلسطين.

لا أريد أن أدخل فيما يسمونه الربيع العربي، وما يحدث في الدول المسلمة، نحن فقط استعرنا شاهداً لنحاول إدراك أن هروب المجتمعات المهزومة لدرجة أن تعلن بأن الظواهر العلمية أو أخطاء عمال الغابة أو حرائق تصيب الطبيعة هي لها أسباب ترجع لموالاة المسلمين، هو أمر ساذج جداً، كذلك نفس الشيء حينما نستشعر غضب الطبيعة مرة أخرى علينا أنه من سخط الله.

إن سخط الله تمثل في تخلفنا، وليس في تلك الرياح التي تهب هنا وهناك، وسخط الله تمثل في أفكارنا مثل تلك التي تجعلنا دائماً نحتمي وراء عملاق نصنعه في مخيلاتنا مرة معنا ومرة علينا، أن نترك حقوقنا طواعية ونتذرع بحريق مثلاً أنه مرسل من الله لأجلنا، إنه أمر غبي، الله لن يوكل علينا إلا إذا فعلنا كل ما بوسعنا، وليس أن نبقى نتخاذل بكل الطرق ونهرب هنا وهناك، الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام - فقد الكثير وأصابه الوجع الكثير، وهو النبي، ولم ينتظر أن يقف مثل ما نحن نقف، ويقول "وكيلهم ربي، الله ينتقم منهم".

أحياناً أقف مُوجعاً ليس مما يحدث لنا من عدونا، ولكن يوجعني أكثر ما يحدث لنا بأيدينا، كيف لا ونحن نعاقب أنفسنا بأنفسنا، وننتظر الله أن يصلح بيننا وبين أنفسنا.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

صُنَّاع التاريخ

$
0
0
صحيح أننا نعيش دائماً في الحاضر على اعتبار أن الماضي راح وانقضى، وأن المستقبل لم يأتِ بعد، وإنما هو مجرد تصورات ذهنية، وأفكار مجردة، وقد يكون فيها بعض التخيلات والأوهام، وأنه في اللحظة التي يتحقق فيها شيء متعلق بالمستقبل يكون قد تحول إلى حاضر وواقع.

وإذا كان هناك من المفكرين مَنْ يذهب إلى صعوبة التنبؤ بالمستقبل؛ لأن المستقبل من اختراع الإنسان بفضل خصوبة وقوة خياله الذاتي، فمن الصحيح أيضاً أن توقعات العلماء والمفكرين بما سيكون عليه الحال في المستقبل تستند إلى الخبرات السابقة والقدرة على قراءة مسار الأحداث، وذلك تأكيداً لصحة القول: "الذين يحسنون قراءة الماضي، هم الأجدر بقراءة المستقبل".

لقد سخر البعض في العقود الغابرة من دراسة التاريخ، أمثال كريستوفر دوسن Christopher Dawson (1889 - 1970): "ما أسعد أمة ليس وراءها تاريخ"، وجان جاك روسو Jean-Jacques Rousseau (1712 - 1778): "الحمقى هم الذين يسمحون لأولادهم بأن يتعلموا التاريخ". إلا أن أهمية التاريخ في حياة الأمم لم تعد موضع شك، ولم تعد مكانة علم التاريخ في مناهج الدارسين على اختلاف مراحلهم موضع تساؤل، إن الزمان قد تغيّر، ولم يصبح من الممكن أن نتطور، وننتظم في مدارج الحضارة والرقي بعيداً عن نبض الماضي، وبمنأى عن فقه صحيح لتجارب السابقين.

فالتاريخ هو الدراسة العملية للماضي، وتفسيره في ضوء القوى الكبرى والتطورات طويلة المدى، بمساعدة من النظرية الاجتماعية، والأسلوب الكمي وغيره من أدوات العلم الاجتماعي هو الذي يسهم في خلق أساس ثابت للمعرفة التي يتم على أساسها اتخاذ فعل سياسي وقرارات سياسية في الحاضر.

إن دراسة التاريخ في حقيقتها هي البداية الصحيحة لـ "صناعة التاريخ"، أي قراءة أحداث الماضي من أجل تسليط الضوء على ما يخدم منها الجماعة الإنسانية في حاضرها ومستقبلها، إنه صمام الأمان الذي يقي الأجيال من الانسلاخ من شخصيتها، والتنكر لتراثها، واستدبار مرجعيتها، مما يجعلها موسومة بالتبعية المدنية، والعبودية الحضارية، والوجود الملفق.

من المؤكد أن كثيراً من الأحداث الراهنة ستصبح مستقبلاً وقائع تاريخية، ومن منطلق أن التاريخ هو ذاكرة الشعوب والمجتمعات، نجد الناس يحاولون أن يتركوا بصمات حتى يحفظ التاريخ إنجازاتهم أو أسماءهم، كما نجد بعضهم في المقابل يحاولون طمس الآثار السلبية حتى لا تسجل ضدهم. وباعتبار التاريخ علماً يساعد الإنسان على فهم حركته في الكون، تظل دراسته مهمة وقادرة دوماً على تحديد الهوية، والبحث عن الذات، وإدراك الخصوصيات التي تميز أنواع الحضارات ومدى استفادة بعضها من بعض. وفي كل الأحوال فإن الرجوع إلى التاريخ للمعرفة والعبرة يدفع إلى اقتحام الحاضر واستشراف المستقبل.

وتبقى الإشارة إلى أن الحدث لا يصنع التاريخ، وإن سُجل في مدوناته، لكن مَنْ يوجد الحدث هو مَنْ يصنع التاريخ، وهؤلاء هم البشر، بل المميزون منهم، فهل لدينا الآن مَنْ صنع التاريخ، أو مَنْ هو قادر على ذلك؟!




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

موت صغير.. أزمة الفرد وأزمة المجموع

$
0
0
هو عند البعض الإمام الأكبر، سلطان العارفين، وإمام المحققين، البحر الزاخر محيي الدين بن عربي، وعند غيرهم كافر من أقطاب الضلال، وعلى بعد المسافة بين الفريقين يتفق الجميع على كون الرجل أحد أكثر الشخصيات التاريخية إثارة للجدل.

في روايته الحاصلة على جائزة البوكر العربية "موت صغير" والصادرة عن دار الساقي، يتجاوز الروائي السعودي محمد حسن علوان هذا الجدل؛ ليقدم رؤية إنسانية لسيرة الصوفي الشهير، تتعامل مع شخصيته على أسس فنية، وتوظف ما أحاط بحياته من سفر أو صراع لخدمة النص الروائي، يُسير علوان الأحداث على خطين متوازيين؛ خط يروي فيه ابن عربي سيرة حياته من الميلاد إلى الممات، وخط يتتبع المسار الزمني والمكاني للمخطوط الذي دونت عليه هذه السيرة.

ورغم كون الرواية كبيرة نسبياً، جاءت فيما يقارب 600 صفحة، فإن علوان نجح في تقسيم عمله إلى محطات متتالية، في إطار رحلة محددة الهدف يسهل على القارئ متابعتها والتفاعل معها، دون الشعور بالثقل، أو الملل.

يتتبع الخط الروائي الأول انتقالات ابن عربي بين حواضر الإسلام من الأندلس إلى القاهرة ومكة والشام وبغداد وغيرها، في إطار سفر طويل يبحث فيه عن أوتاده الأربعة، وطبقاً للتصور الصوفي ينتشر الأوتاد في أجناب الأرض لحمايتها من الشرور، وتثبيت أركانها، ما يوفر السبب الدرامي للرحلة الطويلة التي سيقطعها بين البلدان، وفي إطار الرحلة يستعرض محمد حسن علوان الواقعَ السياسي للبلاد العربية والإسلامية المختلفة في تلك الفترة، فيخلق في روايته بُعداً جديداً، ومستوى أكثر عمقاً في قراءة الأحداث.


ويمكن القول إن علوان منشغل بقضايا الحكم، وصراعات الممالك في تلك الفترة، وهو حين اختار ابن عربي كبطل لروايته وكراوٍ لأحداث الخط الروائي الأول، اختاره للاستفادة من كونه عاش تحت حكم المرابطين والموحدين والأيوبيين والعباسيين والسلاجقة، وشهد صراعات هذه الممالك وشهد الحروب ضد البرتغاليين والإفرنج وثورات بني غانية وغيرها من الأحداث التي مرت بحياته وخلّفت دراما قوية استفاد منها المؤلف لتعزيز روايته.

ومن ثم فإن النظر إلى الرواية على اعتبارها سيرة لحياة ابن عربي ولأزمته الفردية، نظرة قاصرة تهمل معالجة المؤلف لأزمة المجموع؛ حيث الإنسانية المأزومة تعاني تحت سياط الصراعات السياسية، ولا يشكل انتقال البطل للعيش تحت حكم ملوك مختلفين فارقاً كبيراً، فالسياسة واحدة باختلاف الملوك، والأزمات تظل تلاحق البشر على اختلاف المدى الزمني أو المكاني.

تجد هذه النظرية ما يعززها بالنظر إلى الخط الروائي الثاني للأحداث الذي يتتبع حركة المخطوط الذي كتب عليه ابن عربي سيرته، يتنقل المخطوط من يد إلى يد، ومن زمن إلى زمن والأزمة قائمة ومتكررة، وإذا كان ابن عربي البطل الرئيسي للرواية قد توفّي في دمشق إبان حكم الأيوبيين لها، فإن المخطوط كان شاهداً -أثناء تنقله- على زوال الدولة الأيوبية، وتدمير هولاكو لحلب، وصراعات المماليك، والعثمانيين، واحتلال الفرنسيين لسوريا، مروراً بما حدث في حماة عام 1982، والحرب السورية حتى عام 2012، حين يسلم لاجئ سوري المخطوط إلى خبيرة مخطوطات تسافر به إلى فرنسا في مقابل ألف دولار يمكن أن تساعده في أزمته.

ويحسب لعلوان قدرته الهائلة على تحميل روايته بالأفكار والرؤى من غير حشو، أو بعد عن الطابع الروائي، وهو يجمع بين الأزمة الفردية لابن عربي الذي يطوف الأرض باحثاً عن الثبات لقلبه والراحة لنفسه، وبين أزمة الناس من حوله على اختلاف الزمان والمكان، ويُرجع علوان سبب أزمة الفرد وأزمة المجموع -على السواء- إلى عدم القدرة على تحمل المختلف، وإلى غياب الحب، الذي يكتشف القارئ في النهاية أنه الحل الوحيد حين يلتقي ابن عربي وتده الرابع شمس التبريزي فيخبره أن الإنسان إنما يطهر قلبه بالحب.

والحقيقة أن رواية تحمل كل هذه الأفكار، وتستطيع صوغها في قوالب درامية، وسرد سلس، ولغة بليغة، مع قدرة كبيرة لمؤلفها على الوصف، وانتقاء الكلمات المناسبة للزمان والمكان، تستحق الفوز بجائزة البوكر العربية بكل تأكيد، ويستحق مؤلفها محمد حسن علوان الكثير من الثناء على مجهوده البحثي قبل البدء في الكتابة، وعلى ثقافته التي تجاوزت ارتباطه المحلي، وقدرته على دخول عش الدبابير بالكتابة عن شخصية جدلية كابن عربي، في رواية موجهة بالأساس للمجتمع السعودي الذي لا يحتفي بالرجل كثيراً، ولا يحبه في الأغلب، دون الانحياز لتفضيلات هذا المجتمع، ومن دون أن يؤثر ذلك على معالجته الروائية، وجملة القول إن رواية "موت صغير" رواية ممتازة على مستويات عدة، من تلك النوعية من الروايات التي تترك أثراً لدى القارئ، ولا تتبخّر بمجرد الانتهاء من قراءتها.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

في نقد نقد العقل العربي

$
0
0
إذا كانت فترة أوائل القرن العشرين شاهدة على حركة فكرية عربية دُعيت بالنهضة، ووصلت ذروتها مع العميد طه حسين، فإنه مع أواخر القرن ظهر لنا مشروع فكري يمكن اعتباره هو الأهم، وخير ختام لقرنٍ كانت بدايته نهضوية.

فقبل نهاية القرن، وتحديداً قبل عام 1993 ظلَّ الفضاء الثقافي للفكر العربي المعاصر يعاني من "عقبة في سبيل المعرفة"، عقبة أوجدها الدكتور محمد عابد الجابري في مشروعه ذي الأربعة أجزاء، والمخصص لدراسة العقل العربي.

محمد الجابري، الذي يعد واحداً من أبرز المفكرين العرب في القرن العشرين، رأى تطور الفكر في العالم كله والتقدم الهائل للحضارة الغربية، في الوقت الذي أصبح فيه العالم العربي الإسلامي يقف عاجزاً أمام مواكبة هذا التطور.

ما سرُّ هذا العجز؟ أدرك أستاذ الفلسفة في الجامعة المغربية، أن السر يكمن وراء "العقل العربي" بوصفه أداة التفكير.

أصبح الجابري مع أواخر ثمانينات القرن "نجماً ثقافياً"، ومتحدثاً رسمياً باسم العقل العربي. كيف لا يكون وهو واضع عقل الإنسان العربي في محله، أو هكذا ظن، وأحكم إشكالياته بمناورات فكرية بارعة.

نعم إن نقد العقل شرط أساسي في سبيل تحقيق أي نهضة فكرية، لكن لا بد من ضبط هذا النقد أصلاً. لقد أسر الجابري العقل العربي وأحكم إشكالياته وأغلق الطريق أمام الكثير في الاجتهاد والتأويل، حتى جاء جورج طرابيشي مُخلِّصاً من هذا الأسر.

سنة 1993 انطلق أول شعاع لشمس طرابيشي على العقل العربي، شعاع كان كفيلاً بحرق الغشاوة التي أحكمها الجابري على العقل العربي. ثم مارست الشمس وظيفتها الرئيسية كمصدر للحياة، أو والحالة هذه، كمصدر للفكر.

نحن أمام إنجاز فكري ضخم، مشروع فكري لنقد نقد محمد عابد الجابري، "نقد نقد العقل العربي"، المكون من أربعة أجزاء رئيسية، بالإضافة إلى ثلاثة كتب فرعية، لا أتردد في اعتباره مصدراً رئيسياً لحياة العقل العربي المعاصر. طرابيشي يفند كلام الجابري، ويثبت خطأ دعواه، ثم يطرح جديداً ويعيد بناء العقل العربي في موقعه الحقيقي.

رحلة نقد نقد العقل العربي طويلة، وشاقة، ومتشعبة جداً. بجانب نقد طرابيشي لنقد محمد الجابري المعنون "نقد العقل العربي"، يأخذنا إلى رحلة في تاريخ الفكر الإنساني بكامله، رحلة ستعيد بعدها النظر في كل شيء. رحلة، بالتأكيد، ستخرج منها مختلفاً عن دخولك إليها. أقول إذا استوعبت، ولو جزءاً بسيطاً من نقد النقد، سيتحول عقلك إلى عقل ناضج يمكنه التفكير بحرية وبلا خوف.

طرابيشي له قدرة غير عادية على قراءة النصوص، وبارع في تدقيقها وتحليلها وتفسيرها، ثم العودة إلى المصدر للتأكد من دقة نقلها. من أجل هذا النقد قرأ طرابيشي عدداً هائلاً من المراجع والمصادر للتراث اليوناني، والأوروبي (الوسيط والكلاسيكي والحديث)، فضلاً عن التراث العربي الإسلامي.

طرابيشي لا يستسهل في إصدار أحكامه دون أن يكون عنده من الدلائل التاريخية ما يكفي للإثبات، وعنده من المنهج العقلاني ما يكفيه لتبرير وجهة نظره. هذا بجانب ثقافته الموسوعية، ولغته العربية الجميلة التي تجعل مشروعه "نقد نقد العقل العربي" من أهم المشاريع الثقافية الحادثة في آخر قرن، في العالم كله.

لن يكون الحديث عن نقد النقد مجرد "ريڤيو" لكتاب، فالكلام يكون على قدر الحدث. والحدث هنا مشروع عظيم. أطروحة فكرية لا أُخفي إعجابي الشديد بها وبكاتبها. طرابيشي أفنى جزءاً غير صغير من عمره في سباعيته هذه. اعتزل العالم، إلا أسرته، من أجل إخراج مشروع فكري يليق بفكر الإنسان الكوزموبوليتاني. والكوزموبوليتية من اليونانية κοσμοπολίτης، هي توجه فكري (أيديولوجيا) تقول إن الإنسانية كلها تنتمي إلى مجتمع واحد وثقافة وتراث مشتركين.

فالإنسان الذي كان يعيش في مصر القديمة لا فرق بينه وبين الإنسان الحالي. الأعراق والديانات والقوميات واللغات التي تفرق بني الإنسان وتبني حدوداً بينهم لا وجود لها. نهر الفكر الإنساني يجري منذ نشوء الإنسان العاقل حتى هذه اللحظة.

لنعد إلى موضوعنا، مشروع نقد نقد العقل العربي. فخلال رحلة القراءة سوف نتعرف على مصطلحات جديدة، وأفكار جديدة على مستوى جميع الأفكار الإنسانية، وهذا يتطلب صبراً ونَفَساً طويلاً. ومن أجل قراءة صحيحة لنقد النقد، لا بد من تقسيم ما ورد في نص المشروع إلى أربعة نصوص (أقسام):

أولاً: نصوص محمد عابد الجابري نفسها: جورج طرابيشي يقتبس فقرات كبيرة، يُسميها شواهد، من مشروع الجابري من أجل عرض أفكاره ومن ثم نقدها.

ثانياً: نصوص إثبات خطأ الدعاوى الجابرية: أدلة تاريخية يذكرها ويحللها طرابيشي كدليل على خطأ، وأحياناً تزوير نظرية الجابري.

ثالثاً: نصوص طرابيشية جديدة: جورج طرابيشي لا ينقد فقط، بل يعيد بناء ما هدمه الجابري. ومن ثم يطرح أفكاره الجديدة ويدلل عليها بأحداث تاريخية من مصادر رفيعة المستوى.

رابعاً: الخلاصات: وهي النصوص التي ينتهي إليها طرابيشي. فبما أن كذا وكذا وكذا... وبما أن كذا وكذا وكذا... إذن كذا. ويكتب النتيجة بمنتهى الوضوح والشفافية.


والحقيقة كان يجب اقتراح نصوص خامسة مخصصة للجمل الاعتراضية والحواشي. فطرابيشي يعشق الجمل الاعتراضية ويكتبها بصيغة تهكمية واستفهامية جميلة لا تخلو صفحة منها. أما الحواشي فيمكن أن نتخذ منها أفكاراً يمكن مناقشتها في كتب كاملة.

تقسيم نص المشروع على هذا النحو مفيد للقراءة الصحيحة ولتناول المشروع وفهمه، ومن غير تقسيم فسوف يتوه القارئ في دهاليز المناقشات الجابرية-الطرابيشية، وغالباً ما سينسى غرض الكتاب الرئيسي.

وإذ نحن بصدد الكتابة عن نقد النقد بشكل بسيط، فلن نكتب في الأربعة أقسام دفعة واحدة، ما الفرق بين كلامي وكلام طرابيشي إذن! قراءة الكتاب أثمن في هذه الحالة. أقول إننا سوف نناقش كل قسم في موضع منفصل. موضع لا تكون غايته إملاء الحقائق، بل يدعو إلى التفكير بالمقام الأول.

فهل كانت الفلسفة معجزة اليونان حقاً؟ هل الحداثة الأوروبية الحالية بنت العقل اليوناني القديم؟ هل حضارات البحر المتوسط أرقى فكراً من حضارات الشرق الأقصى؟ وفي بعض الأحيان سيكون الموضع عن شرح المصطلحات التي يذكرها طرابيشي، من أجل ضبط القراءة والوقوف على المعنى الصحيح للكلمة. فما معنى الأبستمولوجية؟ وما معنى الآرسامية؟ وما العقل؟ وماذا تعني الحداثة؟

لا أُخفي أن الكتابة في نقد نقد العقل العربي ساعدتني على قراءته. القراءة من دون كتابة تعليقات شخصية على أي كتاب تُفقده قيمته. حتى ولو فهمت ما تضمنه الكتاب، فما هي إلا أيام، أو أسابيع، وستنسى عن ماذا يتحدث الكتاب أصلاً. فما بالك إن كان هذا الكتاب ليس للفهم فقط، بل للهضم.

كل ما آمله الآن تمني استمرار نفس حماس القراءة والكتابة عن المشروع. لتكن حماسة طرابيشي في كتابة مشروعه، التي استمرت ربع قرن، لنا دافعاً. وتكون وصيته: "لا بد من التمسك بالعقلانية ونقد الذات" دائماً أمام أعيننا.




ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

رمضان والتوبة

$
0
0
رمضان شهر العبادات والطاعات، شهر المغفرة والتوبة، شهر نجدد فيه نيتنا مع الله ونتقرب فيه أكثر إليه، شهر يمنحنا فرصة جديدة لمحاسبة النفس الأمّارة بالسوء، شهر يعيد إلينا أرواحنا التي فقدناها في هذه الدنيا الفانية، نصوم فيه عن كل الذنوب والمعاصي، نستغفر عن ذنوب سوَّلت لنا أنفسنا فعلها بقصد أو بغير قصد، ونتوب عن فعلها راجين من الله الثبات، نصل الرحم ونتسامح مع الناس عسى أن يقبل صيامنا، نتصدق ونطعم المساكين ليتضاعف أجرنا، نقرأ القرآن ونقوم الليل ليستجاب لدعواتنا..

هناك من ينتظر رمضان ليطهّر قلبه ويهذّب نفسه ويجدّد نيته؛ لكي تكون كل الأعمال التي يقوم بها خالصة لله عز وجل.

وهناك من ينتظره ليقضي اليوم كله وهو نائم ويستيقظ على أذان المغرب ليفطر فقط، دون صلاة ولا أية عبادة ويحسب نفسه صائما!!

هناك من ينتظره ليسهم ويتبرع لتحضير موائد الرحمن؛ لإطعام المساكين وعابري السبيل.. وهناك من من ينتظره، فقط ليصور مائدة الإفطار ويتباهى بها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وهناك من تنتظر رمضان لتأخذ خطوة في طريق الاستقامة وترتدي الحجاب.. وهناك من رأى فيه الوقت المناسب للإقلاع عن التدخين ويبدأ في الصلاة.

وهناك من تنتظره؛ فقط لأنها تستطيع الرجوع إلى البيت متأخرةً دون أن تعاتب، وهناك من لا يرغب في قدومه..

هناك من ينتظره ليشاهد برامج دينية ليتعرف على الإسلام وسُنة نبينا أكثر ويستفيد أكثر.. وهناك من ينتظره ليشاهد المسلسلات.

اختر من تريد أن تكون من الآن، فهذا الشهر هو شهر الله، والصيام هو العبادة الوحيدة التي اختصها الله له؛ إذ نُقل عن أَبي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ".

إن كنت تنوي الصيام فصُم لله عز وجل، فالصيام ليس الإمساك عن الأكل والشهوات فقط؛ بل عدم الغيبة والنميمة، والتعبد إلى الله، وتطهير القلب من الحسد والغيرة...

مع بداية هذا الشهر الفضيل، اجلس مع نفسك جلسة عتاب ومحاسبة، حاول أن تختار الهدف الذي تريده والطريق الذي تودّ أن تسلكه، ثم حدد إحداثياتك في هذا الطريق لترى كم تبعد عن هدفك... كل هذا لتجد نفسك بعد رمضان في راحة نفسية لم ترَ لها مثيلاً وتقرر الثبات على هذا الطريق، طريق الاستقامة، متجِهاً نحو هدفك وهو القرب من الله، وليس المهم متى تصل، المهم أن تموت على هذا الطريق...

وختاماً، مع حلول هذا الشهر المبارك الذي أُنزل فيه القرآن أعيدوا حساباتكم مع أنفسكم؛ فهو أيام معدودات فقط، لا تجعلوه يمر عليكم دون أن يترك فيكم بصمته أو دون أن تتغيروا، استغلوا قدومه وتوبوا وتقربوا إلى بارئكم، عسى الله أن يغفر لنا ولكم ويتقبلنا وإياكم ويكتبنا من بين عباده الصالحين..



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

كونوا طيبين

$
0
0
سبحان من له عقل ناضج، فيه يعيش النقاء والصفاء، يعلم ما له وما عليه، ثابت الخطى، أفكاره مرتبة، أعماله متزنة، قلبه لا يعرف إلا الجمال في كل شيء..

الطيبة من أسمى ما يجب أن يتصف به خلق الله سبحانه، فهي من علامات حسن التربية بالنسبة لي، وليست من علامات الغباء كما يظن البعض، دون أن ننسى المقولة التي تقول "الطيبة ليست غباء، وإنما هي نعمة فقدها الأغبياء".

الحمد لله الذي جعل الطيبة من النعم العظيمة التي رزقها لعباده، الذين يملكون القلوب الصافية والأنفس الزكية.

داخل كل إنسان براءة؛ إما أن يُظهرها بالأخلاق الطيبة، وإما أن يُخفيها بالخبث وسوء الظن.

كلنا نحتاج، أو بالأحرى نطمع في أن نعيش حياة طيبة، يفوح منها النقاء والصفاء، فقد نختلف في سبل تحقيق هذا الهدف النبيل؛ فهناك من يرى هذه الحياة في كثرة المال، أو في منصب عالٍ.. يعني الجري وراء الماديات، دون التفكير في أن الحياة الطيبة أساسها: الإيمان الصحيح، وعمل الصالحات وترك المنكرات.

قلوبنا عندما تلتقي أصحاب النفوس الرحيمة والطيبة، تحس بالطمأنينة، فهي التي تساعد دون مقابل، تحسن الظن، تحب الخير، تسأل دون انتظار، تعطي دون طمع، تبتسم دون نفاق، تحب دون كره.. يا سلام، أليس هذا ما نحتاجه في حياتنا، ما فائدة الكره والخبث؟!

وما يُسكت القلب حقاً، هو الحب المزيف الذي أضحى موضة العصر، يعيش على حسابه الكثيرون في شتى الظروف والأحوال، لتحقيق مختلف الأهداف الخاصة بهم، تحت ذريعة الحب الصادق والابتسامة الصافية، هداهم الله تعالى.

هكذا خُلقنا لنتصادف بأصناف وأشكال من البشر، كل واحد حسب نيته وعقليته، وتربيته، هذا طبيعي! أصلاً، لا يمكن أن يكون البشر على نمط واحد، فمن سنته -سبحانه- في خلقه وعباده أنهم جعلهم متباينين في خَلقهم أولاً ثم أخلاقهم وطباعهم ومعيشتهم، فحتى الأرزاق مقسمة على يده تعالى، وقد ذكر -سبحانه تعالى- هذا الاختلاف بين البشر في كتابه العزيز، لقوله: "ومن آياته خلق السّموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إنّ في ذلك لآياتٍ للعالمين".

وهذا التباين في حد ذاته اختبار من الله سبحانه؛ ليكتشف الصابر والقنوع، والساعي وراء الخير، وصاحب القلب الطيب الذي لا يغيره لا زمان ولا مكان؛ لا ظروف ولا أحداث؛ لا أشخاص ولا أفكار.

أتمنى أن تتغير قلوبنا إلى الأفضل إن شاء الله، فالحياة ليست سوى ممر عبور إلى مثوانا الأخير، فلنحسن عيشنا؛ فلا ندري متى تقبض أرواحنا.

لنحمد الله على شهر الصيام، فهو قد حلّ بنا؛ ليطهر ما هو ملوث داخلنا، وهذه مناسبة عظيمة لها تأثير جيد في تغيير الأحوال إلى الأحسن، وتهذيب النفوس وتزكيتها، لمن له نية صادقة.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزيِّنه فى قلوبنا، رمضان كريم.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

صلاة بدون وضوء

$
0
0
أوقف السائق محمد السيارة أمام منزل بُني من الإسمنت فوق تلة، كان الطقس بارداً ينذر بأن السماء ستستقبلنا بمطر، التفت محمد إليّ؛ حيث كنت أجلس في الخلف رفقة زميلي المصور القادم من مصر، وقال لي: "نحن في تونفيت.. وسنتناول الكسكس عند أصهاري".

كان محمد ينحدر من ورزازات، وأخته تزوجت من أحد أبناء الأطلس المتوسط واستقرت رفقة عائلته في تونفيت، وكانت أول مرة أسمع باسم كهذا.

قضينا أياماً جائلين في قرى الأطلس الصغير والكبير، نطرق أبواب سكان الدواوير، يستقبلوننا بترحاب كبير، ولا يمانعون بأن نلتقط لهم صوراً فوتوغرافية نوثق فيها حياتهم في الجبال.

حل يوم الجمعة، وأردت لزميلي المصري أن يعيش يوم المسلمين بطعم مغربي، اقترح محمد ونحن في ميدلت أن نعرج على منزل أخته بتونفيت لنقضي هناك يوم المغاربة المقدس.

كان زميلي المصري يصيخ السمع، وأنا أشرح له أن المغاربة في هذا اليوم يحرصون على أن يملأوا بطونهم بطعام الكسكس بعد أن ملأوا قلوبهم بالصلاة.


طرق محمد باب المنزل الإسمنتي، أطلت منه فتاة سمراء، تقاطيع وجهها تشبه ملامح وجه محمد، كانت أخته ترحب بنا، وخرج خلفها زوجها، ووالده، ووالدته، وعدد من الأطفال الصغار.

كانت التحية بالإشارة، فالعائلة لم تكن تعرف كلمة بالدارجة، وانتهت كل قدراتي على الترجمة للعربية، ولهجات المشرق، والفرنسية، والإنكليزية، وتولى محمد إيصال ما نريد قوله لأهله بلغة أهله التي لا أعرف عنها أنا ابنة نفس البلد شيئاً.

وضع زميلي المصري كأس الشاي على الطاولة بعد أن أطرى على طعمه كثيراً، ابتسم له محمد، ثم قال: "هل تريد أن نذهب للصلاة؟"، رحب زميلي، ثم قال محمد وكأنه يريد أن يوضح مقصده أكثر: "أنا أعني إن كنت تريد أن تصور الناس وهم يصلون، لا أقصد أن تذهب للصلاة، فذاك شأنك وخالقك".

ابتسم زميلي، وفي ابتسامته قرأت انبساط سريرته وهو يتحرر من إجبارية الصلاة التي فرضت عليه من أهله مطولاً قبل أن ينقلب عليها وعليهم.

في الطريق إلى مسجد القرية، ألمح رجالاً ونساء ذاهبين في أجمل لباس إلى المسجد، لم يبدُ المشهد غريباً عليّ فما أعيشه اليوم في تونفيت هو نفسه ما أعيشه في مدينة كالرباط.

نترجل من السيارة، ثم نتوجه إلى المسجد، وأشرح لزميلي ما يحدث، وهو يلتقط الصور بعينيه قبل عين المصورة، لم أنتبه إلى أنني توقفت أمام باب مسجد الرجال، فواصلت حديثي إلى زميلي؛ ليأتي شيخ من القرية ويخبرني بالأمازيغية بأن مسجد النساء من الجهة المجاورة، لم ينتظر حتى استوعب ما يقوله، أو ما يشرحه لي محمد، أحضر لي فتيات صغيرات، وأمرهن أن يوصلنني إلى حيث مسجد النساء.

كانت الصغيرات يلتحفن "إزاراً"، ومنهن من ترتدي جلباباً، يتحدثن إليَّ بالأمازيغية وأجيبهن بابتسامة.

من لباسي (معطف وسروال جينز) عرفن أنني "غريبة" عن المكان، صعدن درجاً إسمنتياً، وأنا أتبعهن بهدوء، إلى حيث الطابق الأول، وكان الطابق الوحيد، نساء يجلسن فوق حصير يقرأن القرآن.

وضعت على رأسي وشاحي الذي اعتدت أن أحمله معي تحسباً لمواقف كهذه، وجلست أحاول تفادي نظرات المصليات، ربتت امرأة جلست بجوارها على كتفي، التفت ووجدتها عجوزاً.


ذكرني الوشم على ذقني بجدتي، كانت ملامحها ودودة، قالت لي بدارجة متلعثمة ما فهمته أنه عليّ أداء صلاة "تحية المسجد"، شكرتها وأنا في نفسي أقول: "راني ما موضياش الحاجة"، لم أجد حلاً من التملص من إلحاح المرأة عليَّ أن أؤدي الصلاة، ولم أجد كيف أشرح لها أني في مهمة عمل، وأني دخلت المسجد مجبرة، وشعرت أن الله سيكون أكثر تفهماً للورطة التي وضعت فيها، فقمت أؤدي الصلاة وأنا في خاطري أقول: "ربي أنت تعلم أني دخلت إلى المسجد مجبرة، وأني لم أجد ماء أتوضأ به، وأني تيممت خلسة من نظرات نسوة المسجد، وأني لمست إسمنت المسجد ومررته على أطرافي تيمماً، فاعذرني".

كدت أشعر أنها أغرب صلاة أقوم بها، لكني ذكرت نفسي أن الصلاة ما هي إلا وصل بيني وبين خالقي، وأن الإنسان أوغل في تحديدها حتى أصبحت صلاة لإرضاء البشر لا لإرضائه هو، فأديت تحية المسجد، وأنا مرتاحة البال، وعدت إلى مكاني، لكن المرأة لم تتركني، طلبت منّي أن أجلس بجوارها مرة أخرى، سمعت صوتاً من ينبعث من مكبر الصوت، كان الخطيب يبدأ في إلقاء خطبته.

بدا صوت الخطيب جميلاً وهو يتحدث بلغة عربية فصيحة، قائلاً: إن خطبة اليوم ستكون حول "أفضل الناس"، الذي وصفه سيدنا محمد بـ"مخموم القلب صدوق اللسان"؛ ثم بدأ يشرح معنى عبارة "مخموم القلب".

الخطيب ألقى الحديث النبوي وأسبابه باللغة العربية الفصحى، ثم انتقل يشرح مضامينه بالدارجة، بدأت أتمعن فيما يقوله بعدما بدأ يتحدث لغة أخرى، فابتسمت كثيراً، حتى إن عينيّ اغرورقتا بالدموع، بعدما أيقنت أن خطيب الجمعة كان يلقي الخطبة بالأمازيغية.

لا أدري لمَ تأثرت كثيراً، ربما لأنني عشت حدثاً تاريخياً في حياتي، وأنا أسمع لأول مرة خطبة بالأمازيغية، بعد أن سمعتها سابقاً في بلدان غربية بالإنكليزية والفرنسية، وربما لأني شعرت بالفخر ببلدي الذي يستوعب كل هذا التنوع الثقافي، وبأهله الذين يتعايشون مع هذا التنوع، وربما أيضاً؛ لأنني شعرت بأن دستور المغرب يتم تنزيله في أرقى الأشكال، بعيداً عن مزايدات السياسيين.

لم تتوقف مفاجآت خطيب الجمعة؛ إذ سمعته يقول، شارحاً معنى الحديث، متحدثاً إلى المسلم والمسلمة، بأن سيدنا محمد يقصد بكلامه عن أفضل الناس من يتحلى بـ"الرجولة"؛ ليردف قائلاً: "إن سيدنا محمد لا يقصد بصفة الرجولة الرجل فقط، بل المرأة أيضاً، فالذكر يولد ذكراً، والأنثى تولد أنثى، لكن التحلي بالمروءة والأخلاق الحسنة والشهامة هو ما يجعل من الذكر والأنثى رجالاً يفخر بهم سيدنا محمد".

وحين سمعت قول الخطيب هذا، شعرت بأن الضحكة ستنطلق منّي عالياً.. كنت أريد أن أضحك من أتباع الغرب، الذين يقولون إن الدفاع عن المرأة لا يأتي إلا من الدول الغربية، كما كنت أريد أن أضحك من السياسيين الذين يتحدثون عن المناصفة، ومن تخلفهم في "مغرب المدينة" بالمقارنة مع خطيب هذا الدوار الأمازيغي الفقير، الذي تحدث عن أن المسلم والمسلمة متساويان عند الله.

الخطيب تحدث بأجمل تعبير عن المساواة بين الرجل والمرأة في "جهاد النفس"، وعن أن التنافس ينبغي أن يكون في التحلي بالأخلاق الحسنة، أو ما وصفه هو مراراً بـ"الرجولة"، وحين انتهى من خطبته دعا للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، بأن يكونوا خير الخلق من أجل عالم سليم ومسالم.


أمّنت على دعاء الخطيب، وأنا أفكر في أولئك الذين يدّعون أنهم حراس الإسلام، وهم يخطبون من منابرهم داعين على كل من لا يشبههم بـ"الفناء"، واصفين إياهم بـ"الكفرة والقردة والخنازير"، بعد أن يخطبوا في المصلين عن عذاب القبر، ودار الكفار، وقطع الرؤوس، وضرب الرقاب.

انتهى الخطيب ودعا إلى الصلاة، فقمت مع القائمات، وعادت المرأة العجوز إلى جواري من جديد وكأنها والدتي تصر على أن تشملني برعايتها، جرتني إلى جوارها، وأمرت المصليات أن يفسحن لي مكاناً، وحين انتهينا من الصلاة، التفتت إلّ وتمتمت دعوات نصفها بالدارجة ونصفها بالأمازيغية، فقبّلت رأسها، وغادرت ذاك المسجد الصغير المليء بالإيمان وبالحب، فكانت أجمل صلاة جمعة أؤديها، وإن كان الوضوء فيها بلمسات إسمنت لا قطرات ماء فيها.


ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

وجهة نظر

$
0
0
يحدث كثيراً في هذا الجزء من العالم ألا تحتكم للمنطق للعقل السليم، فتقوم في لحظة ما بتمجيد حالة اجتماعية ما لشخص ما بطريقة سطحية جداً، والأَمَرّ من ذلك أن تعتبر نفسك مصيباً محقاً في رأيك فقط؛ لأنك تحاول إثارة إعجاب الآخر وتملقه ورفع الدفع النفسي، أو ربما لأنك لم تعِش الظرف المناقض حتى تتوفر لك رؤية واضحة تمكنك بعدها من تَبَنّي موقف سليم من المسألة المعلومة.

أن تكون ابن أسرة متوسطة أو فقيرة كافحتَ بطريقة ما من أجل أن تصل إلى ما أنت عليه، وظيفة محترمة، واستقرار مادي، واستقرار معنوي، لا يعطيك الحق بتاتاً في أن تتعالى وتفتخر بأنك تعذبتَ كثيراً لهذا؛ لأنه في الأصل معطى سابق لوجودك، لم يكن لك اختيار في وضعك السابق كلما فعلته، أن تكيفت مع الحالة في محاولة انتحارية لتغيير الوضع إلى ما هو أحسن، أي أنك تحصيل واقع سابق لوجودك.

فاختيار الكفاح والنضال في الحياة لم يكن اختياراً عن اقتناع، وعن رغبة وعن إرادة وعن دراية، بل كان ضرورة لا مفر منها من أجل الاستمرار، كل هذا يؤدي إلى نفي صفة مكافح أو مناضل أو عصامي عنك في الحالة هذه.

لماذا؟ ببساطة لأن المنطق يقول لو توافرت للمرء ظروف أحسن كأسرة غنية وظروف مادية مريحة لما فكر بتاتاً بالطريقة الأولى، ربما التفكير حينها يكون قد تجاوز كل هذا إلى ما هو أعمق بكثير بطبيعة الحال، أتحدث عن فرد واعٍ ومثقف يحلم بأن يضع بصمته على هذا العالم، وليس مجرد المرور فقط.

بالتالي فأنت كفرد قادم من القاع من وسط اجتماعي فقير ومهمش لا يعطيك الشرعية بتاتاً بأن تُزايِد على نفسك أمام الآخرين بأنك مكافح مناضل؛ لأنه ليس اختياراً بقدر ما هو ضرورة فقط.

الاختيار -عزيزي الفقير الدرويش- ينبثق من امتلاك الشيء والقدرة على امتلاك نقيضه كأن تكون بورجوازياً نبيلاً ممتلكاً لجميع الوسائل التي تجعلك في غنى عن التفكير في الطبقات المسحوقة، لكن بفعل اختيار حر تختار أن تصطف بجانب المستضعفين لنصرتهم ونصرة قضاياهم، أو أن تكون رب أسرة صالحاً.. بيت.. أسرة.. أطفال.. وزوجة تحبك، لكن بإمكانك أن تخون الزوجة العهد والعِشرة، ومع ذلك تقف في ناصية الطريق وتقول لا لن أفعل.

أو أن تكون مسؤولاً في وظيفة معينة بإمكانك خيانة الأمانة.. السرقة.. الرشوة أو استغلال نفوذ، لكن تعود وتقول لا لن أفعل.

الفكرة واضحة فالاختيار ينبني أولاً على امتلاك الشيء ونقيضه، فتبرز حرية الفرد في فعل ما يريد، ما عدا ذلك فصفات غامضة لا أقل ولا أكثر.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

لماذا يتآمرون على قطر؟

$
0
0
لا صوت اليوم يعلو فوق صوت المعركة الإعلامية، هكذا بدا حال بعض القنوات الخليجية والمصرية المحسوبة على العرب، ولا سلام مع أعداء المهنة حتى ولو كانوا منافسين أشقاء يجمعهم خليج عربي واحد.. نشر أخبار كاذبة، والتعليق عليها ليس أمراً مهماً بالنسبة لتلك الأبواق الإعلامية، فشرف المهنة الصحفية يسقط أمام مليارات الدولارات، والتثبت من مصدر الأخبار آخر ما يمكن التفكير فيه، فنسبة المتابعة والمشاهدة هي الأَولى على كل الحال.

اختراق لوكالة الأنباء القطرية (قنا) ونشر تصريحات كاذبة وملفّقة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومحتواها أن خلافا أميركيا - قطرياً بشأن منطقة الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، تلاه ردح إعلامي وفتحت تلك المحطات الإعلامية النار على قطر، وفتحت شاشاتها لكل مَن يحمل في نفسه لقطر ومواقفها المشرفة الضغينةَ، ومن القاهرة وأبوظبي والرياض انطلق إخوة قطر فيما بدا أشبه بحرب إعلامية مفضوحة مدبرة، أكدها حجب مواقع قطرية، ومن بينها موقع الجزيرة في مصر والإمارات، وتبدو السعودية والبحرين في طريقهما لذلك.

القنوات الفضائية التي سقطت مؤخراً في اختبار مهني يبدو أنها أصبحت معتادة على السقوط في نظر غالبية الشعوب التي تناضل من أجل الحرية والكرامة والاستقلال، فقد خذلتهم مرات ومرات، فمن مواقف معادية للمقاومة، إلى دور تلك الأبواق الإعلامية المأجورة في إجهاض الربيع العربي ومعاداة الثوار في كل من تونس ومصر وليبيا فحدّث ولا حرج.. دعم واضح وصريح للانقلابات العسكرية وللثورات المضادة، ورفض لكل صوت حر أو مخالف لرأيهم، ثم يتهمون غيرهم بانعدام المصداقية والمهنية.

أخبارهم في أغلبها مجهزة تسير في اتجاه واحد، وضيوف يتم انتقاؤهم، واتجاه واحد لا رجعة فيه حتى ولو كان الجيش التركي قد فشل في انقلابه، والشعب التركي انتصر على الانقلاب.. إلا أن أردوغان قد هرب إلى ألمانيا، وتركيا أصبحت مصر أخرى تحت قبضة الجيش.

والأمرّ من ذلك أنهم يرفضون التراجع خطوة إلى الوراء حتى ولو كانوا في وادٍ والإعلام الدولي والعربي في وادٍ آخر.

إنهم لا يكترثون للجمهور ولا للمصداقية الإعلامية ولا لشرف المهنة، فلديهم أجنداتهم التي لا يملّون من ترديدها، ولا يخجلون في نقل أي خبر يصدر إليهم حتى ولو كان ملفقاً، بدأوا بحرب على المقاومة، ثم الثورة، ثم الشرعية في تركيا، حتى وصلوا إلى قطر وجزيرتها آخر معاقل الإعلام الحر في عالمنا العربي المكلوم والمحروم من أبسط حقوقه، حتى ولو كانت صرخة نملة.

فمتى يستفيق إخوة قطر من سباتهم ويعودون إلى أحضان أمتهم؟

يتآمرون على قطر؛ لدعمها لقضايا الشعوب، وأولها فلسطين.

يتآمرون على قطر؛ لمجرد أن الجزيرة وقفت ضد تقسيم اليمن إلى دول كحال دول عربية وشقيقة.

يتآمرون على قطر؛ لأنها أصبحت من أقوى الدول العربية في المنطقة وأكثرها تأثيراً وقبولاً في قلوب الكثيرين من أبناء الأمة الإسلامية والعربية، وتلك لوحدها جريمة في نظرهم تستحق المحاسبة.

يتآمرون على قطر؛ لأن لديها إعلاماً حراً عجزوا عن منافستها، فراحوا يكيدون المكائد ويكذبون ويلفقون التهم، وإذا لم تستطِع المنافسة فليس عليك سوى حجب الموقع وتكميم الأفواه.

إنها حروب قديمة متجددة، وأساليب لم تعد تصلح لعصر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ومَن ينتهج أسلوب "اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس" لن يصدقه أحد، وسيظل يغرد وحيداً خارج السرب، فالإعلام اليوم ليس إعلام تشرشل ولا هتلر، انتهت تلك الأساليب، وانتهى زمانها.. فاعتبروا يا إخوة قطر.



ملحوظة:

التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.
Viewing all 13463 articles
Browse latest View live


<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>